أبو حرب شيخ عشيرة السرديّة كان ممن يكره الدخان والتدخين وأراد أن يحرّض الناس عن هذه العادة المضرّة في الإنسان فأحب أن يقول في التدخين عدّة أبيات من الشعر الشعبي يوضح فيها مخاطره فقال:
أوَّلْ عذابك حرقة النار بيْدك ـــــــ وثاني عذابك بالعُمِر ما يفيدك
وحين سمع بهذا البيت الشاعر سليمان الحمود الأطرش من قرية المجيمر المعروف بـِ سلمان بن عبْدي أكمل البيت بقصيدة حول مضار التدخين وضرورة أن يقلع الناس عن هذه العادة وكان ذلك في عام 1940م حيث قال:
وثالث عذابك ينـْقصك ما يزيدك ـــــــ ورابع عذابك خشـّــته مع وريدك
وخامس عذابك خَمْ ثمّك والأضراس ــــــ وسادس عذابك طالعك باش قحّاح
التتن يا معمي القلب ما يسلـّيك ــــــــ ينخر عظامك والدّخاخين تعميك
ويْحُر كبدك بالصّدأ والتـّواعيك ــــــــ ويدعي ببلعومك مثل صيحة الدّيك
خمسين فرشاية وْثمانين كنـّاس ــــــــ ما نظـّفوا صدرك من انـْـجوج وكـْلاح
عادة قبيحة تدعي الرجل مملوك ــــــــ أصفر أسنانه مْنـَخَّش النِّير وفـْكوك
كالمشـْحرة اللي تصبغ السّقف وحْنوك ـــــ تـْعطِّل احواله وحِسَّه يْصير مَدكوك
بالليل تسمع لـَ شخيرو والأنفاس ـــــــ يغلي ولو يهرج كما صوت ضَبّاح
إليا حكى بالناس كان الحكي جَرْش ــــــ ولو هو غلامٍ صار صوته كما الهـِرْش
هذا الذي بـِ عادته يشبه الوحش ـــــــ لو كان يملك من جميع الرّزق قرْش
فيه اشترى دخّان وأصبح بالفـْلاس ــــــ وخلا ّ عيالو بْجوعهم لـَطـْم ونـْواح
هذا شبيه القِط لحّاس مَبْرد ــــــــــ يلْـتـَذ ْ بـِ دمّو على ما تعوّد
إن مر بين شْفاه دخان أسود ـــــــــ يْعطـّل حواله يْصير وجهه مجعَّد
لو كان فضّه صار بـِ شكل النـْحاس ـــــ فـَرْتٍ معطـَّر أجرم الوجه بقـْراحـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ولم تمض فترة وجيزة على الشاعر سليمان بن عبدي حتى صار يحنُّ للتدخين ويلوم كل مَنْ أقلع عنه, ولكي يسوّغ لنفسه العودة إليه قام بنظم هذه القصيدة التي وصلتني منه بأقرب الوقت فقال الشاعر:
قلبي تمنـّى أشتري اليوم باكيت ــــــــ تـُركي أهالي والسّكاير مذهَّبْ
وإليا فتحته وريحة العُطر شمّيت ــــــــ يطرب دليلك قبل ما تصير تشرب
طول السّيكارة ولـِّعه بْعود كبريت ـــــــ وإن ولـَّعَتْ مِن قبل ما تـْذب تطرب
فـَحَّتْ بريحة فاخرة عطـّر البيت ــــــ ولا َّ كما عودٍ مِن النـَّد وأطيب
لو إن حبيبك عقب الفراق لاقيت ـــــــ بوس السّيكارة مثل بوسه وأطيب
لو إن سيكارة بْداخل القبر حطـّيت ــــــ يضحي القبر يشبه لقصر ٍ مرتـّب
شربه لذيذ يْشتـّت الهم تشتيت ــــــــ وكِنـّك مريض ٍ هذا دواك المجرَّب
وإلـْما شربْ دخّان عده كما الميت ــــــ واللي شِرب لو كان شايب رجعْ شَب
قـُل للذي بطـّل يدخّن سيكاريت ــــــ ضَيـَّعت لذَّاتك بِهالعمر تِضْرَبـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وحين سمع قصيدته هذه ابن عمه الشاعر صياح الحمّود الأطرش ردّ عليه بقصيدة أرسلها له من قرية بكـّا عام 1940م فقال الشاعر:
يللّي تمنّى بآخر العمر باكيت ـــــ تُرْكي أهالي والسّكاير مذَهَّب
يا صاحبي عذاب نفسك تمنّيت ـــــ مِنْ عفن شُرْبه كود نفسك تعذِّب
التّتن يِبْكِتْ ناصح الجسم تبكيت ــــ يِنْحِلْ عظامك والمعاليق تخرب
يا هيه وإنكانك عَ شُرْبه تشافيت ــــ لا شَك عقلك من دماغك تمَذْهَب
بآخر زمانك كود تغدي كما الميْت ـــ تسْعِل ونارٍ في حواسك تِلَهَّب
إن طِعْت شوري قول عنّه استغْنيت ــ إترك حباله ولا بحبّه تقَضَّب
أنصحك حيث إني من شُربه تشافيت ــ شُرْبَه مضرّ ولا تجرّب مجَرَّب
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
جواب هلال عزالدين في 20تموز 1940م:
بعد أن اطلعتُ على رد الشاعر صياح حمود الأطرش على ابن عمه بدأت تتحرك نفسي بقصيدة تكون بيني وبين الشاعر سليمان بن عبدي بداية لنقائض ذات شأن حول الدخان والمدخنين, ولا بد أن يستفيد من هذه التجربة كل جيل سيأتي على اعتبار أن مشكلة الدخان والتدخين ليست مشكلة جيل بعينه, أو عصر بذاته فهي قضية متواصلة, ومضرّة متوارثة من جيل إلى جيل, ومن عصر إلى عصر ولذلك قلتُ مخاطباً الشاعر الذي اشتهى أن يشتري باكيت الدخان:يا هيه يا مَن تشتهي شُرب باكيت ـــ دخّان يغري النّفس لأنّه مذَهَّب
عطْره سَقَطْري سم بحْشاك غَلّيت ـــ توجِس أثاره بعْد ما تْصير تشرب1
تِطْرَب إليا ولَّعْتها بْعود كبريت ــــ وحْراق كبدك من لظى النار أقرب
عطْره وندّه وريحها داخل البيت ـــ كنّه كما حصن البَعَلْبَكْ يخرب
لَمْسَه ولَغْسه وطعمها إن كان حسّيت ــ لذَّة عواقبها كما السّم وأعطب2
لو إن سيكارة بـِ شفا الفاه ذبّيت ـــ فَحَّتْ انفاسك ريحة القبر وأكرب
شُربه وقُربه يدعي الحي كالميت ـــ داءٍ يفت الكبد كـَ سم عقرب
أقبح طريقة للجسم كان سَوّيت ــــ صدرك حوى دخّان منشان تطرب
صبغة على قلبك كما القِيْر حطّيت ــ يطفح بلاها تْقول نارٍ تلَهَّب3
قحّة وبحّة وتالي الليل نخّيْت ـــــ وخسران نفسك دون ما شَي تكسب
لو إن نفسك عن هوى التتن عفيّت ــ ما كان ظهرك تالي العمر أحدب
وأسير نفسك لأرذل الناس دنّيت ـــ شحّاذ لِنّه ما كَلاَ الزّاد يِكْلَب
قُل للذي ينْقاد للتتن ولّيت ــــــ أدبر زمانك وإنت مملوك تِضْرَب
لو إن تقابل حاكم العدل يا ريت ـــ حُكمه على مَنْ يشرب التّبغ ألغَب4
شرح بعض المفردات:
1- سقطري: سم منسوب لسقطرة- غَلّيت: أدخلْت- توجس: تلمس وتشعر
2- لغسه: تقريبها من الفم من أجل ترطيبها
3- القير: الزّفت
4- ألغب: أحمق وضعيف
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
رد الشاعر سليمان الحمود الأطرش المعروف بـِ سليمان بن عبدي على الشاعر هلال عزالدين في 29 آب 1940م:
يا شيخ أبو متعب ظلَمْت وتعدّيت ـــــ ورحتوا تسبّوا الما لكم حق يِنْسَب
لا يا عجب كيف إن تجرّعْت ورْضيت ـــ تْدوس الحبق وتخلّي المسْك ينكَب1
لازم بإنّك يا فتى تْكون داريت ــــــ ناسٍ من الجّنسين يا شيخ تِشْرَب2
الجنس الأوّل طيّب الفال والصّيت ــــ أهل السّياسة وْللرّياسات تُنْسَب
وكون الذّكي لولا يدخّن سيكاريت ــــ ما كان لأمراض الجبل يوم طَبَّب3
وكْثار غيره يا فتى إنْ كان عدّيت ــــ كْرام اللّحى وْمع كل سيفٍ مشطَّب
وللجنس الآخر يا فتى الجود آسيت ــــ عيون المها هللّي كما الورد وأطيب4
حَطّوا الزّمرّد عالصدور ويواقيت ــــ ونْهود تفّاح الصّدر تَو قَبْـقَبْ 5
لو يمَّموها عالمباسم وراعيت ـــــــ هَكّ الصّباع اللي السيكاريت تِقْضَب
خوفي عليك تْكون مغرم وجنّيت ـــــ يومٍ تشوف النور والنار تلْهَب
وما عْرفْت خدّه مِن سنا النار يا ليت ـــ أيٍّ لميعٍ بين الإثنين أعذب
ما اعجَل كبِرْت وعادك الدهر وانْسيت ــ هكّ الليالي قضيتهنَّ وإنت شَب
وياما سكِرت وعادك الدهر وصْحيت ـــ والليل داجي ويح غربي عذي هَب
ونْجوم في كبد السّما انْ كان لدّيت ــــ تلمع كما نور السيكارة وتِشْهَب
إشرب وأنفخ يا فتى عالعفاريت ـــــ وَلَّتْ ومع كل الشياطين تِذهَب
الكيف أصبح باليَمن وإنت أمسيت ــــ بْقطب الشّمالي مْلوّع الفكر والقلب
يا شيخ خذْلك صومعة وْدشّر البيت ــــ ولا عُدْت لَـ حي الغنادير تِقْرَب
وادعي لنا يا شيخ عالرّكْن والبيت ــــ ربك كريم يْسامح العبد لِذْنَب
شرح بعض المفردات:
1- تجرّعت: تشجّعت
2- داريت: سايرت
3- كون: طبيب أفرنسي كان يعالج المرضى بالجبل
4- يا فتى الجود: أي يا بن الكرم- آسيت: تعرضت لهم وأحزنتهم
5- قبقب: ظهر واستبان
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
جواب الشاعر هلال عزالدين على قصيدة الشاعر سليمان بن عبدي:
يا بو حَسَن ما قَط عُمْري تعدّيت ـــــ وسَبّيت مَنْ هو ما بهِ شَي يِنْسَب
ما هو عَجَب لو أنّني اليوم جَرّيت ـــــ سيفٍ على جيش الظُلِمْ حَق يِنْصَب1
أمّا العجب تَـشبيهكم مِسِكْ بالبيت ــــ للتّبع حين تْشمّه الناس يِنْكَب
وأضْحَتْ أنا المغضوب وان كان داريت ــ شيٍّ على الجّنسين نارٍ تِلَهَّب
إنْ كنت مغرم بألطف الجّنس وغْويت ـــ ما لاق لي تَلْبيس ظَبْية جِلِدْ ضَبْ2
وكُون الحكيم اللي يدخّن سيكاريت ــــ يْخالف نظام الطّب وبْذاك أغْرَب3
لُقْمان مع ما بينهم من تفاويت ــــــ ما قال في عِلْمه عن التّبغ يُشْرَب
ستّ النِّسا بلقيس وإنْ كان عفّيت ـــــ أمّ المسيح وعايشة أم يَعْرُب
ما شَرَّعوا للجِّنس وإن كان راعيت ــــ بكْتابهن أنَّ الأنامل تِخَضَّب4
بِصَبْغةٍ تِشْداك دمّ العفاريت ـــــــ وكبده على نار المجامِر يِعَذِّب 5
كم غيدةٍ قالت برأيك تحَدّيت ـــــــ غيدٍ طعم سلسالهن شهد وأعذب
الكيف ما هو شُرب دخّان تِعْنِيْت ـــــ ونفسي على مْراد الجسم دوم تِغْلِب6
إن كنت للجنسين بالقلب ودّيت ـــــ إنصح لهم أن صالح الجسم يِخْرَب
ما إنت يللي أوّل الناس شنّيت ــــــ غارة على التّنْباك بِحد أحدب؟؟
ما لي أراك اليوم عن ذاك شتّيت ــــ وبْلجّة غرام التّتن إنت تِنْدَب
مع أوليا الشّيطان حقٍّ تباريت ــــــ والنّصر كان بْجانبك وإنت تِطْرَب
وما راغ مِن قولك عن البال ونْسيت ـــ بيتٍ من الأبيات شِعْرَك وإنت شَب
وما عدْت تذكر ما ذكرته لنا مَيت ــــ وتِنْصَحْ لنا بِصومعة نْروح نِنْكَب7
بِصفحة التّاريخ مكْتوب ضَلِّيت ـــــ وما ناصَرَكْ مَنْ كان للحق أقْرَب
وندعي لكم في داخل الرّكن والبيت ـــ إنّ الإله يْعيد روحك إلى الطّب
وقلبك يوالي مَنْ له الحي والميت ــــ خالق جميع الناس عالكون هو رَبْ
شرح بعض المفردات:
1- جَرّيت: جرّدت سيفي- يِنْصَب: ينزل ويحيق به
2- ضَبْ: الضّب حيوان برّي من جنس الزواحف له جلد كالخشب
3- كون: ذات الطبيب الفرنسي المذكور بالقصيدة السابقة
4- راعيت: أخذت في بالك
5- تشداك: تشبه
6- تِـعْـنِيْت: مكابرة وعناد
7- ميت: أي الزمن أو الحين
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
في جلسة لنا من جلسات التذاكر بالقصائد التي قيلت حول الإقلاع عن التدخين أو الشوق إلى العودة إليه رغم مضاره شكلنا القناعة بتركه فأظهر الشاعر سلامة كرباج رفضاً للتدخين وأعلن بحماس أنه لن يعود إليه.
ولم تمضِ فترة وجيزة من الوقت حتَّى عاد الشاعر سلامة كرباج إلى التدخين وخاطبني بهذه القصيدة
في 5/11/1940 من قرية أم الزيتون:
اَلْبَارْحَهْ ما طَبَّق الْحُجْر بِنْعَاسْ______ حِيْثَهْ ذَهِينْ وِيْوُدَع َالقَلْبْ مَادَلْ1
ياهلالْ ثَاري فِكْرْكُمْ خَرْبَط الرَّاسْ_____ قَدْرَكْ رَفِيْعٍ والْعَنَا فِيْكْ مَا زَلْ2
ياصاحبي أَوْدَعْتْ بالْقَلْبْ هُوْجَاس_____ من قُوْلتَكْ إِنْ التُّتُن آخْرُه يِعِلْ
لاصَارْ ماتِطْرَب ْإلى التّتُنْ تِحْتَاس_____ ولايَنْجِلي عَنْكْ تَرَى هَمْ مَعْ غِلْ3
أَفْسَدْتْ هَالّلي خَالَطِنْ بكلْ مِتْرَاسْ_____ عشرينْ عاماً يابُو مِتْعِبْ وَلا كَلْ
تِطْرَبْ إِلْيَا شْرِبْتْ التّتُنْ حَدْ مِحْمَاس____ بْغَرْنُوقِةٍ بَعْدَ الْغَلِي مَاهَا زَلْ4
ثَارِيْ التّتُنْ ياشيخْ تِطْرَبْ له النَّاسْ_____ عِنْدَكْ سيكارة مْبَرَّمِي وْزَادْ في حَلْ 5
إِنْ طِعْتِنِي ياهلال لُوْ اشْرِبْتْ لابَاس____ لَوْتِمْضَغْ الدُّخَانْ عَنْكَ الْغَثَا فَلْ
ولاتِعْتِنِي ياصاحْبِي بْأَبْيَضَ الْكَاسَ____ بْسَاعْتَهْ يِدْعِي العَقِلْ صَارْ مِخْتَلْ
دَخِّنْ إلْيَا صُرْتْ بْغَثَى وْبِيْكْ وَسْوَاسْ___ يِفْرِجْ عَنْكَ بْسَاعةٍ مَابهَا ذُُلْ
وِالْيَا صُرْتْ تُرْسُمْ بالْقَلَمْ فُوْقْ قُرْطَاس___ دَخِّنْ سيكارة تْشُوفْ لِلْقَِافْ يِنْهَلْ
ولا هُوْ مِنْ اللّي يُودْعَكْ فوق مِقْبَاسْ____ والْيَا شْربْتَهْ لِلْمَلا مَا تْذَمِّلْ
ياهلال لاقيْتْ التّتُن هُوْ عَسَّاسْ________ والْيَا صُرْتْ وَحْدَكْ هُوْ تَرَى الكُلْ بالكُلْ
واللّي رَمِيْتَه ْما يِطَابِقْ بِالامْرَاسْ_____ حِذْرَاكْ عن صْوِيْحِبِي ما بّْطِّلْ
ومانِيَ مِمِنْ يِشْرَبِ التّتُن بِغْلاس____ ولانِي من اللّي عَالدََّخَاخِينْ يِنْصَلْ6
شرح بعض المفردات:
1- الحِجر: حجر العين
2- ثاري: إذ أن- العنا: الجهد
3- تحتاس: تحتار
4- غرنوقة: إبريق القهوة
5- مبرّمي: مفتولة أي سيكارة جاهزة
6- بغلاس: أي بظلمة الليل والمقصود هنا خلسة
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
[center] جواب هلال عزالدين على قصيدة سلامة كرباج
أبدأ بِذِكْر الْهَادِيَ النّمل بِحْوَاسْ ..... عَالوَكْر في غَلْسِ الدَّياجير يِنْدَلْ1
يامَالْ قَلْبٍ مِن غَثَا الْبَال مِحْتَاس ..... سَاعة على صَافي المَلَذَّات مَاظَلْ
تُوحِيْ خْفُوقَهْ ضوْح طُوْبٍ بِمِتْرَاس ..... دَابَهْ على ضَرْبِ الدِّيناميتْ مَا كَلْ2
يِشْدَاكْ جَدْعٍَ بِقَفَا الْجَدْر مِنْدَاس ..... مَبْتُورْ مِن رَثِّ الْمَعَالِيقْ مِنْشَلْ3
مَالُومْ دَهْرٍ لَو بَغَى الْعَبَثْ بالنَّاس ..... ياحيْفْ لُبِّ الشَّاعِر يْكون مِخْتَلْ 4
الخَلْق ماتُوثَقْ على الدُّوْم بِمْرَاس ..... لا عَاش رَجْلٍ نَافِذ الصَّبْر مُعْتَل 5
لا يَا سَلامة تْحَرِّم الْخَمْر والْكَاس ..... وِتْزِيْد بِالأمْريْن تِسْتَعْذِبْ الغُل6
تِبْغَى تِبَاهِيْ بْرِفْقَةِ التّتُنْ نَوَّاس ..... وعَن التَّبَاهِي بْرِفْقِتَهْ دوْم نِنْجَلْ
بِئسَ الرّفيق بْنَشْوِةِ الصَّقْر دعَّاس ..... جثْمان خِلٍّ سَلَّس النَّفْس مِنْذَلْ
شَأْنَهْ على كَبْدِ الرَّفَق حَلْك حِنْدَاس ..... تِخْوَى بِهِ الأَحْشَاءْ والْخَلْق تِنْعَلْ7
بالنَّاسْ هُوْ وَسْوَاسْ وبِالْفِعْل خَنَّاس ..... إِلْيَا جَاشْ بَكْ جَاشَهْ عن الجّادِية تْضِلْ8
خَطْو الرَّجُلْ ثُوْبَ الْغَطَارِيْفْ لَبَّاسْ ..... حَبْلَهْ على رَدْعِ النَّفِسْ بَات مِنْفَلْ 9
إِلْيَا صَار هَامَهْ فَاقِدْ الرُّشْد لا بَاسْ .....لَو صَارْ لأَعْدَاء النَّفِسْ صَاحبٍ خِلْ
وأَرْخَى عِنَانَهْ بِالمَحَادِيْر نَسَّاس ..... عَيَّا على كَبْحِ الجُّمَحْ هَلْهَل وْظَلْ 10
وْلا عَادْ مَانِي لِلْمَخَالِيْق سَوَّاس ..... رَبَّكْ حَسِيْب النَّاس والْكُلْ بالْكُلْ
شرح بعض المفردات:
1- غلس الدّياجير: ظلمات الليالي- يِنْدَلْ: يهتدي
2- متراس: خندق- طوبٍ: مدفع- كَلْ: تَعِبَ
3- يشداك: يشبه- جدعٍ: مقطوع
4- لُبّ الشاعر: أي عقل الشاعر
5- معتل: مجرور ومجذوب بقوة
6- الغُل: الدخول فيما بينهما
7- حلك: شديد السواد- حنداس: الليل- تخوى: أي تصبح فارغة خاوية