اختصمت أعضاء الجسم حول من يكون مديراً عليها.
قال المخ: أنا الذي ينظم عمليات
الجسم ، ولذا فأنا المدير.
قالت الأرجل: ولكن نحن
نحمل الجسم بما في ذلك المخ , ولذا فالإدارة يجب أن تكون من حقنا.
قالت الأيدي: نحن نعمل كل عمل
خارجي ، و نكسب المال المهم للجسم ، فالإدارة
من حقنا.
قال القلب: ولكني أضخ الدم
إلي كل أنحاء الجسم بما في ذلك المخ ، فأنا
المدير إذاً.
فقالت الرئتان: ولكن لولا الهواء النقي لما كان الدم مفيداً ، فالإدارة عندنا.
فقالت العينان: لولانا لما
عرف صاحب الجسم إلي أين يتجه ، فالإدارة عندنا.
و هكذا أستمر الأمر وعرضت كل الأعضاء حججها.
ولكن سخر
الجميع عندما قالت الأمعاء الغليظة بأنها أولي بالإدارة ، دون أن تعطي أي
حجة مقنعة.
فما كان منها إلا أن توقفت عن العمل ، و سببت الإمساك.
و بعد فترة من الزمن بدأت العينان تجحظان ، و القلب و
الرئتان تسارعت ، و المخ أصابه الحمى.
وعادت المباحثات و المشاورات و
اضطر الجميع للموافقة على أن تكون الأمعاء الغليظة صاحبة الحق في الإدارة ،
فرجعت إلي عملها ، و عاد كل شيء إلي عمله الطبيعي ، بينما قامت الأمعاء
الغليظة بتصريف الفضلات.