هو واحد من أشهر الشخصيات التي ظهرت في أواخر القرن التاسع عشر الميلادي وأوائل العشرين، وأصبح علمًا على التحرر والسفور ومحاربة الحجاب والدعوة إلى مسايرة المرأة الغربية في كل شيء، وصاحب الكتاب الشهير «تحرير المرأة» والذي رُد عليه بمائة وعشرين كتابًا.
ولد قاسم أمين سنة 1279هـ ـ 1863م لأب تركي وقيل كردي كان يعمل في الحكومة المصرية، ونشأ نشأة عادية لا خلل فيها، وبدأ التحول الفكري يحدث عنده عندما سافر إلى فرنسا لدراسة الحقوق, وهناك تلقى صدمة حضارية عنيفة أدت لهزيمته نفسيًا وخاصة عندما فشل في الرد على افتراءات الصليبـي الحاقد «دوق داركور» الذي ألف كتابًا للطعن في القرآن, السنة وخاصة أحكام الزواج والطلاق والمرأة.
عاد قاسم أمين من فرنسا ليلتحق بسلك القضاء ويترقى حتى يصل إلى درجة المستشار في وقت قصير وينضم إلى النخبة المصرية في وقتها, والتي كانت تجتمع بصالون الأميرة التركية «نازلي فاضل» وتعرف على الشيخ محمد عبده، وتأثر بأفكاره ومنهجه العقلي، وبدأ قاسم أمين في تأليف كتبه التي أحدثت دويًا كبيرًا في العالم الإسلامي, فألف أولاً كتاب «تحرير المرأة» فجاء الرد عليه كاسحًا من كل مكان، ثم ألف كتاب «المرأة الجديدة» فاستعدى عليه الأمة بأسرها, حتى أن زوجته رفضت أفكاره وظلت محتفظة بحجابها ووقارها، وحتى أن القصر الحاكم وقتها أصدر قرارًا بمنع دخول قاسم أمين إلى القصر في أي مناسبة.
وتتلخص أفكار قاسم أمين في وجوب اتباع الغرب «أوروبا» ومحاكاته في كل شيء من أجل الوصول إلى التقدم والرقي، وترجم هذه المحاكاة وضرب بها مثلاً في موضوع المرأة, حيث دعا للسفور والاختلاط والخروج والتحرر على طريق الأوروبيات، وجعل كلامه عن الأخلاق والقيم مفروغًا من قالبه الإسلامي, حتى أنه صرّح في كتابه تحرير المرأة أن المرأة الأمريكية هي أكثر حرصًا على الشرف واتصافًا بالأخلاق من المرأة المسلمة، الجدير بالذكر أن دعاة تحرير المرأة الآن يرددون نفس كلام قاسم أمين وأفكاره ولكن بصورة فجة وصريحة وأكثر جراءة وتهجمًا على الثوابت الإسلامية.
توفي قاسم أمين فجأة أثناء استعداده لإلقاء محاضرة في أحد الأحزاب المصرية في 23 ربيع الأول 1326هـ ـ 25 أبريل 1908م، وذلك قبل أن يدخل مشروعه التغريبـي حيز التنفيذ, وقد قام سعد زغلول وأحمد لطفي السيد باستكمال مسيرته وتنفيذ أفكاره بعد ذلك