سهم يصيب سويداء القلب ليقع فريسة بين يديك لكن أحسن التسديد ببسط الوجه والبشاشة ، وحرارة اللقاء وشد الكف على الكف وهو أجـر وغنيمة .
قال الحسن البصري ( المصافحة تزيد المودة ) وجاء في الحديث (( لا تحقرن من المعروف شيئاً ولو أن تلقى أخاك بوجه طليق )) .
2- السهم الثاني [ الابتسامـة ] :
قالوا هي كالملح في الطعام ، وهي أسرع سهم تملك به القلوب (( فتبسمك في وجه أخيك صدقة )) .
إن الابتسامة لا تكلف شيئاً ، ولكنها تعني الكثير.
أخو البِشْرِ محبوبٌ على حُسنِ بشرهِ *** ولن يَعْدَمَ البغضاء من كان عابسا
3- السهم الثالث [ الصمت وقلـة الكــلام ] :
إياك وارتفاع الصوت وكثرة الكلام في المجالس ، وإياك وتسيّد المجالس وعليك بطيب الكلام ورِقـة العبارة (( فالكلمة الطيبة صدقة )) كما جاء في الصحيحين ، ولها تأثير عجيب في كسب القلوب والتأثير عليها حتى مع الأعداء فضلاً عن إخوانك القادة والكشافين .
قد يخزن الورعُ التقي لسانه *** حذر الكـلام وإنه لمفـوّه
4- السهم الرابع [ حسـن الاستمـاع وأدب الإنصـات ] :
وقد تقدم الحديث عن حسن الاستماع والإنصات ، فلا ينبغي مقاطعة المتحدث حتى يكون المتكلم هو الذي يقطعه ، ومن جاهد نفسه على هذا أحبه الناس وأعجبوا به بعكس الآخر كثير الثرثرة والمقاطعة ، وأسمع لهذا الخلق العجيب من أحد السلف والذي يقول (( إن الرجل ليحدثني بالحديث فأنصت له كأني لم أسمعه وقد سمعته قبل أن يولد )) .
الصمت زين والسكوت سلامة *** فإذا نطقتَ فلا تكن مكثـاراً
ما أن ندمت على سكوتي مـرة *** ولقد ندمت على الكلام مراراً
5- السهم الخامـس [ بذل المعـروف وقضـاء الحوائـج ] :
سهم تملك به القلوب وله تأثير عجيب يقول الله سبحانه وتعالى ﴿ وَأَحْسِنُوَاْ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ ﴾ .
و صوّره الشاعر بقولـه :
أحسن إلى الناس تستعبد قلوبهمُ *** لطالما ملك الإنسان إحسـانُ
فلا بد من الإحسان إلى الكشافين والزملاء وللغير حتى نملك تلك القلوب وخاصة الكشافين لأن من انتشر إحسانه كثُر أعوانه .
6- السهـم السادس [ إحسان الظن والاعتذار لهم ] :
فما وجد طريقاً أيسر وأفضل للوصول منه ، فأحسن الظن بمن حولك وإياك وسوء الظن بهم ، وأن تجعل عينيك مرصداً لحركاتهم وسكناتهم ، تحلل بعقلك التصرفات ويذهب بك كل مذهب ، واسمع لقول المتنـبي :
إذا ساء فعل المرء ساءت ظنونه *** وصدّق ما يجــد في توهـم ِ
وعادى محبيـهِ بقـول عُـداته *** وأصبح في ليلٍ من الشكِ مظلم ِ
7- السهم السابع [ لا تصادر جهود الآخرين ] :
السهام التي تملك بها قلب غيرك هي منحه الحفاوة اللائقة بمثله ، ومنها : نداؤه بأحب الأسماء إليه . وما أبرد ولا أثقل حساً مما ينادي أخاه بالضمائر المجهولة ، فيقول : أنت يا هذا ، أو يا ذاك . وهل تريد أن يتجاهل اسمك أحد ، أو يُنطق اسمك خطأ ؟ .
إن أسلوب التجاهل والإسقاط يدلا على ثخانة الطبع ، وكثافة الإحساس ، وبرود العواطف