قد يظن البعض أن في الأمر خدعة، أو مجالا للتخويف والتذكير بصفحة من الماضي الرهيب الذي طالما أطبق بظله الثقيل على ذاكرة الكثير من العراقيين، لكن القصة هذه المرة حقيقية، وهي تدور عن مشروع سياحي طموح يجري العمل عليه حثيثا هذه الأيام، ويتمثل بتحويل أحد قصور صدام حسين، وضمنه غرفة نومه الخاصة، إلى فندق يستقبل العرسان الجدد ممن يرغبون بتمضية شهر العسل فيه.
فعلى ذمة صحيفة الصنداي تايمز، سيتمكن العرسان في العراق، في القريب العاجل، من تمضية أوقات في مخدع صدام حسين، مقابل حوالي 225 دولارا لليلة الواحدة.
ففي تقرير لماتيو كامبل، تخبرنا الصحيفة كيف أن العمل جار الآن على قدم وساق لتحضير مخدع الرئيس العراقي السابق في القصر الرئاسي في الحلة (جنوب بغداد)، لاستقبال ضيوفه من العرسان الجدد الذين لربما كانوا يخشون مجرد المرور بالقرب من القصر قبل سقوط نظام صدام في مثل هذا الشهر من عام 2003.
وتنقل الصحيفة عن مسؤول في وزارة السياحة العراقية، التي تشرف على المشروع، قوله: «نأمل أن يقوم الكثيرون بزيارة القصر».
ولا يفوت الصحيفة أن تذكرنا كيف أن قصر صدام في الحلة، بأعمدته الرومانية الضخمة وثريَّاته العملاقة وحماماته الواسعة الفخمة، كان رمزا للثراء الفاحش الذي كان يرفل فيه «دكتاتور العراق السابق» وسط معاناة مواطنيه من أمثال فقراء الحلة وغيرهم من أهل العراق.
يقول تقرير الصنداي تايمز إن قصر الحلة، الذي يتربع على تلة اصطناعية تطل على نهر الفرات، قد شهد، خلال السنوات الأخيرة التي تلت الإطاحة بصدام، عبث العابثين من عراقيين وأميركيين على حد سواء، ولا أدل على ذلك من غياب الكثير من الكماليات التي كان يحفل بها القصر بسبب عمليات السلب والنهب، ناهيك عن الكتابات الكثيرة التي تحتل الجدران الحجرية، من قبيل «بريان يعشق براندي».
أما اليوم، يتابع التحقيق، فقد جرى تجهيز الحُجرات والقاعات التي كان يشغلها الجنود الأميركيون لتصبح لاحقا غرفا مجهزة بشاشات تلفزيون عريضة وأسرة مزدوجة استعدادا لاستقبال أفواج السائحين في الفندق الفخم.
يقول عبد الستار ناجي، مسؤول الأمن الحالي في القصر: «لقد أمضيت في العمل هنا ثلاث سنوات، لكن ليس بمقدوري أن أقول لكم كم هو عدد غرف النوم والحمامات التي يضمها القصر».
أما حسام كاظم، مدير المشروع، فيقول إنه يأمل بأن يساعد قرب القصر (الفندق) من بغداد ومن مدينة بابل التاريخية على جذب الكثير من السائحين والسائحات، وخصوصا من الراغبين بتمضية شهر العسل في المبنى الذي يحتوي بين جنباته جزءا من ذاكرة العراق الحديث.
ويضيف كاظم: «أنا لم أحلم أبدا بأنه كان بالإمكان أن يرحل صدام ذات يوم أبدا، ليتمكن الناس بعدها من القدوم إلى هنا، إذ كان مجرد قدومهم يعني إلقاء القبض عليهم».
أما خالد، الذي قال إنه أمضى شهر العسل مؤخرا في سورية، فيقول: «لا أظن أنه سوف يكون من السهل على العرسان الجدد النوم على سرير شخص ميت»، وذلك في إشارة إلى صدام حسين الذي أُعدم في صباح يوم الثلاثين من شهر ديسمبر من عام 2006. ...............منقول