وكانت هذه القصيدة مفتاح مساجلة بينه وبين المرحوم عيسى عصفور والمرحوم حسن أرسلان وكامل
المساجلة تسترعي الوقوف .
وانما إطارها الفني حول دعابة الأصدقاء ..... (أي المساجلة ) لم يخفي مضامينها العميقة الوطنية منها
والاجتماعية وقد اشتهرت هذه القصيدة وسميت قصيدة الحج وكذلك اشتهرت قصيدة عيسى عصفور التي منها
دنياك يا بو الفوز زوغة مزيفة ............مافي صحايح كلها تصوير
الدون فيها يا فتى براس عيطة..............والحر مكروب العنان أسير
إلى ان يقول
لحرق على روس النوابي دفاتري.........وادعي على الاقلام بالتكسير
وعوف محكمتي وسكر بوابها.......... واكتب عليها قبر للتــــأجير
حي البداوي للربابي وللهلا ..........وريت الحضارة ينوبها تدمير
إلى آخر القصيدة التي أغالب نفسي في عدم نقلها وغيرها ابتعاداً عن الاطالة ...وانما هذه دعوة
للنظر.وفيما يلي القصيدة :
زُرت الحَراَم لزيل عَن نَفْسي العيوب...........اسـتَغفِر الرَّحمَن مِنْ كُثْر الذّنـُوب
طُفت وسَعيت وقُلت يا رَبّي السَّماح...........ومَرّيت عَ الكعبة شَـماليها و جنـــوب
طُفت وسَعيت وقُلت يا ربِّي السَّــــماح ............واســـــتغفرك يـــــارَبّ واللي رَاح رَاح
وصلّيت لمّا سـمعت حَيّ عَالفَـــــــلاح.............والحَج خاشِع لا ضَجيج ولا صيـَـــاح
رَكعات سُـــنَّــة وفَــرْض......والحجر قَبَّلتـَــــــــــــهْ
لامَـــس جـبـيـنــي الأرض.......وهَالنفس ذلّلتَـــــــــهْ
ومشيت طـول وعَــــــرض.......وقَبر النّبي زُرتَــــــــهْ
شِي هَرولة وشِي رَكض......... بيت الحَرَم طُفتَـــــهْ
وشربت مِن زَمزَم ثَلاث أربع اقــداح ................وصَلّيت في مكّة العشـــيّة والغـروب
وشربت من زمزم وقُلت الشرب طاب................وحجّيت عَ اقدامي وعاري من الثّياب
بلكي اتخلّص من ذنـوبي هَالصّعاب ..................وبلكي الإلـه يفكّني يـوم الحسـاب
ثاري ذنوبي كثـار ........... والكُفر مَالُو حَدّ
نفسي مع الكُفَّـار............. كافِر شَقي مرتَدّ
لَـوْ حِـج ليــل نهــار............باب العَفـــو مِنْسَدّ
مافيش غيـر النــار............. والحُكم مـالـو رَدّ
قُلت السَّبب؟ قالوا ملايين الاَسـباب .................حُب الجَمَال حُب شَـلاّف القلــــــوب
قُلت السَّـبب ؟ قالوا غَرامَك ضَيَّعك ................. قَضّيت عُمرك بالجهل شـو بينفَعَـك
راحَتْ حياتك مَعْس عَ اللي لــَوّعَــــك ...............تَنْشــوف شـو بيصيـر بـِالتــّالي مَعـك
تعـال يـا مسـكيــن..............تا نُرجُم الشـّيطان
هَـذي شروط الدّين............... مـَذكورة بالقُـرآن
مِن خَلْف سَدّ الصّين.............. بُكرة بيجي سلمان
بيحاسـبَك حِـزْقـيـــن .............وتصْعَد على الميــزان
تـِندم على اللي فات ، آه ما أطمعك...............وترُوح عَ جهنّم وتِهْشِــل عَ الـدّروب
قُلت العفو يا ناس ، ما بـَدّي ســرور..............ولا بْريد بِالجَنّة علالي ولا قصــور
ولا بـُرجُم الشّيطان هَالشّهم الغَيــور ..............هَللّي بـَلاني بحُب ربّات الـخـــــدور
بَــدّي غَــرام وحُـب..............وجهنّم الحَمْـــــرَهْ
وريح الحبيب يهبّ .............ولَو يحرُق بجَمـرَهْ
واسنان مِثْل الشَّب...............ومِنْ ريقها الخَمرَهْ
أسـتغفرك يـــا رب.............بِـلـيـلــة الـقَـمْــــــرَهْ
أنت الْخَلَقْت الحُب مـابيـن الطّيــــور...............وانت الْحَرَمت الناس مِن عِلم الغيوب
أنت الْحَرمت النّاس مِنْ عِلْم الخَفـا ...............واللّي ابْتَـلى بـالحُب لا يِِـرجى شِــــــــــفـا
لا الحَج فَـاد ولا نِفِع مَشْـيِ الحَـفــــا ..............بيـن المدينَـــة وبيـن مَـرْوَة والـصَّـــفــــــا
ليش الصَّلاة والصُّوم ............ مَــا دام اســمي فـــوق
وبْجَـدْوَل المَحـــــــروم ............مَجـدول أربـــع طـــوق
وآنـي المعَـــــــذّب دوم .............وقَلبي الشقي محروق
شَـارِب مَـرَار الـــزّوم ...........والجَفن كاوي المُـوق
واصبَحت أنا مظلـوم.............ومَا في عَـدل وحـقـوق
لكن بَلْكي هَالكَريم المُصطَـفــى .................. يُغْفُـر ذنـوبـي وبُـوعـدو إِنّي بْـتُـــــوب
1954 العميد نايف العطواني