[img]
الشيخ أبو فهد حسين حمدان
نحات بيد واحدة
نحات بيد واحدة
لم يكمل عامه العاشر وفي خضم معارك التحرر في ثلاثينيات القرن الماضي وإبان الاحتلال الفرنسي لبلادنا حتى تعرض الشيخ حسين حمدان لحادث أليم في صغره أثناء لعبه مع رفاقه في بلدته الكفر حيث انفجرت بيده قنبلة يدوية من مخلفات الاستعمار ولولا تدخل العناية الإلهية لفقد حياته.
عن هذه الحادثة وتجربته مع الحياة يقول الشيخ أبو فهد لنشرة الوفاء:
بعد تعرضي للحادث حملني خالي على ظهر الجمل إلى مدينة السويداء حيث تلقيت العلاج في المشفى وكان لابد من بتر يدي لما أصابها من تمزق وبعدها بدأت الحياة الصعبة وتحدي ظروفها القاسية ولم أجد بداً من تحدي واقعي أو الانهيار أمام الظروف واستطعت بحمد الله العمل والمثابرة رغم أنني بيدٍ واحدة حتى أنني أثناء جني الحصاد أتحدى أي شخص في ( الحصيدة ). لقد بقي العمل والمثابرة همي الوحيد طوال حياتي وقد ساعدتني زوجتي أم فهد في ذلك كثيراً وشاركتني بكل الأعمال وكانت يدي الثانية التي تساندني في كل شيء وقد عملنا معا على بناء بيتنا وتشاركنا في كل شيء وأهم ما تشاركنا فيه هو نحت الصخور وبقايا جذور السنديان لنصنع منها /جران/ طحن القهوة العربية وقد صنعنا أكثر من 10 قطع جميلة بيعت كلها. هي هوايةٌ أحببتها وكانت متنفسي الأهم لأعبر عن ذاتي وعن قدرتي على تحدي الإعاقة.
وعن طريقته في النحت أضاف بعد أن أقوم برسم الشكل الذي أريد نحته على قطعة الخشب أو الحجر تساعدني زوجتي في تشكيل المنحوتة إلى أن تصل إلى شكلها النهائي.
السيدة أم فهد قالت: مضى على زواجنا أكثر من خمسين عاماً ونحن نعمل سوياً لقد جعلت يدي عوضاً عن يده المبتورة واستطعنا بحمد الله بناء بيتٍ من البازلت بمفردنا لقد عانينا كثيراً ولكن لهذا العناء حلاوته ونتائجه كما تشاركنا أنا والشيخ أبو فهد في تشكيل المنحوتات فأبو فهد يحب النحت والفن وقد استطعنا معاً تحقيق هذه الموهبة.