الأستاذ "سوري الشوفي" عضو المكتب التنفيذي في محافظة "السويداء"- عضو لجنة جمع التراث تحدث لموقع eSuweda عن إجراءات التسليم ومزايا المدفع بوصفه غنيمة لإحدى معارك الشرف ضد الاحتلال، قال: «الاحتفاظ بهذا المدفع دليل وفاء لتاريخ عريق ولذكرى أولئك الثوار الذين قارعوا الاحتلال بما ملكت أيديهم من أسلحة بسيطة ليحققوا النصر بفضل عزيمتهم وحب الوطن، هذا المدفع الذي استضافه المتحف الحربي لعقدين ونيف، بوصفه غنيمة كسبها الثوار خلال معركة "الكفر" في العام 1925، استلمناه حسب الأصول المتبعة ليكون ضمن عدد كبير من المقتنيات التي تعكف لجنة جمع التراث على تجميعها لتختتم رحلتها في صرح شهداء الثورة السورية الكبرى في بلدة "القريا"».
وعن قصة المدفع يضيف: «بعد معركة "الكفر" نقل الثوار المدفع لبلدة "القريا" ودفن في منطقة تسمى "دفن" وهي منطقة قريبة من "سد العين" وبقي لسنوات طويلة إلى أن وجد وسلم لمتحف "السويداء" ومن بعدها نقل للمتحف الحربي في "دمشق".
الإجراءات تابعها الدكتور "مالك محمد علي" محافظ "السويداء" نظراً لأهمية هذه القطعة في توثيق حوادث هامة ارتبطت بهذه المرحلة، وكانت نتيجة المتابعة نقل هذا المدفع إلى بلدة "القريا" ليحفظ لحين انجاز المراحل الأخيرة في مشروع الصرح، وقد تمت إجراءات التسليم والاستلام وتفقد القطعة حسب الأصول».
المهندس "هيثم حسون" رئيس بلدية "القريا" بين لموقعنا أن كل ما يتم تسليمه من الأهالي للجنة جمع التراث يحفظ في مستودعات خصصت لهذه الغاية، وقال: «عودة هذه القطعة الحربية إلى "القريا" حادثة لها تأثير عاطفي على الأهالي لما يرتبط بها من أخبار وحكايا وقصص نضالية يعتز بها كل أهالي "جبل العرب"، والاهتمام الحالي بمقتنيات الثوار يجدد الذكرى ويوثق لملاحم النضال التي خاضها الأجداد، وبالنسبة لهذا المدفع فقد وجده أحد أبناء القريا عام 1986 وهو المهندس الزراعي "معن الزاقوت" مع سائقين من مشروع تطوير المنطقة الجنوبية خلال أعمال استصلاح قطعة أرض تعود ملكيتها له في منطقة "دفن"، والسائقين هما "زياد غبرة" و"حسين زيتونة" حيث تم إبلاغ الجهات الرسمية وسلم بتاريخه وبالنسبة لنا كبلدية فقد استلمنا هذه القطعة لتحفظ في مستودع خاص وذلك حسب تعليمات الإدارة المحلية لنحافظ على كافة المقتنيات بطريقة لائقة تنسجم مع أهميتها».
يذكر أن المدفع صنع في فرنسا عام 1912 طوله متران وعيار السبطانة 65، حفظ بطريقة جيدة، وهو إحدى الغنائم الفريدة لمعارك الثورة.
قال الأديب الشاعر سعيد مليح من قصيدته الطوب
يا طوب يللي بالرجم ***** دل النشامى فوقها
جابوك في يوم الزحم ***** جمع البيارق حوقها
ما هابوا من نار الحمم ***** يوم المنايا سوقها
الخيل تزلج باللجم ***** رصف البراشم طوقها
دواسة العج القتم ***** رخم السيوف بروقها
قيدومهم راعي الهمم ***** سلطان عذى حقوقها
يا الله يا حاصي النجم ***** ومن النوايب توقها
من قصيدة للشاعر الكبير صالح عرابي
وبقيت فتش عز من قبلي بدا
واقرا تاريخ شعوب قهارة عدا
فيتنام مرت نصب عيني والصدا
ب وهران كوبا مد ثوري ع المدا
وبالمزرعة جلنا بهم حصد ب ندى
ذاقو الزئام المر وصنوف الردى
المدفع سألتو بعد ما زحت الصدا
شرقي لقريا يأرخ الثورى بهدى
باقي لحالك ليش باقي شو بدا
ربعك كثار تحطموا قبل الغدا
وتمازقت جثة سيادك بالمدى
يوم البيارق غربت فيهم حدا
رد بتواضع رد جملة ع الهدا
احتميت بالشيخ التقي اللفة ارتدا
وسلطان قلي ضل ما بنا حدا
غيرك يخبرك عن متاريس الكفر
يحكي الحقيقة عن دحر غملان