--------------------------------------------------------------------------------
حملةأبراهيم باشا المصري على الجبل عام1838 ومأثرة المجاهدة مرة قصوعة بداية لابد من معرفة الأسباب الحقيقية للحملة عندما استولى إبراهيم باشا المصري على سوريا من العثمانيين أصدر أوامره بالتجنيد الإجباري في كافة أنحاء سوريا وبما أن جبل حوران قد أصبح ملاذ للفارين من جيشه لذلك قرر إخضاع الجبل لحكمه فأوعز إلى والي دمشق (شريف باشا) أن يطلب من أهالي الجبل مجندين لجيشه فأستدعى الوالي شيخ الجبل (يحيى الحمدان) لدمشق وطلب منه تأدية المجندين والضرائب ولم يقدر وضع الجبل وقلة عدد سكانه لتأمين المدافعين عنه ولغياب سلطة الدولة على تخوم البادية فعندما ألح الحمدان في طلبه الإعفاء من تأدية الخدمة الإلزامية أهانه والي دمشق بالكلام فقرر الشيخ الحمدان أن يرد الإهانة مضاعفة فقال للوالي شريف باشا ( أبعث قوة عسكرية من عندك وجند عسكر قد ما بدك ) وبعد ذلك بأيام جهز الوالي قوة عسكرية مؤلفة من400عسكري بقيادة (علي أغا البصيلي )وعند حلول الظلام هاجمهم فرسان الجبل وقتلوا معظمهم وهرب الباقي ونجا البصيلي هرباً من النافذة ليخبر الوالي بما حدث وقد أكد ذلك (قسطنطين بازيلي قنصل روسيا في يافا بكتابه سوريا وفلسطين تحت الحكم العثماني ) ص157 الذي عاصر تلك الفترة. كما أجمعت المصادر التاريخية على ان هذه الحادثة قد حدثت في قرية( الثعله) حيث قتل معظم أفراد تلك الحملة وكان متسلم حوران (عبد القادر آغا حبيب) من بين القتلى فيما أستشهد من أهالي الجبل أحد زعمائه (إبراهيم الأطرش بن إسماعيل الأول وهو يطارد فلولهم حتى قرية أزرع )
على أثر هذه الحادثة أرسل والي دمشق حملة ثانية في أوائل عام(1938)مجهزة بالمدافع عدد أفرادها (8000) مقاتل بقيادة (محمد باشا مفتش الجيش العام) يعاونه البصيلي وكان عدد المقاتلين من أهالي الجبل لا يتجاوز (1600) مقاتل. ولكي يتمكن أهالي الجبل من الصمود نقلوا نسائهم وأطفالهم إلى كهوف اللجاة بعيداً عن أرض المعركة وعندما بدأت المعركة أبدى فرسان الجبل من البأس والشجاعة ما أذهل قائد الحملة لاسيما أنهم أسروا له 500 جندي وقتل من قتل معاونه البصيلي وقد أكد ذلك( المرحوم المجاهد أبو علي قسام الحناوي بقصيدته قاال: أول فتوح الشر ذبح البصيلي.........أسرنا خمس ميت فارس بفرد نهار)لذلك أمر قائد الحملة أحد أركانه أن يأسر ما يجده من أطفال ونساء ليقايض بهم أسراهُ ولكنهم وجدوا القرى خالية من السكان فأدرك قائد الحملة بحسه العسكري أن أهالي الجبل قد أمنوا على نسائهم وأطفالهم بالكهوف وأمر معاونه أن يتابع مهمته من جديد وبدأ القائد المكلف بالبحث في غياهب اللجاة عن الكهوف التي أختبئ بها الأهالي وكان مع الأهالي بعض المقاتلين ليؤمنوا لهم الحماية ألازمة فجعلوا متاريسهم قرب الكهف في مكان مشرف ليتمكنوا من رؤية كل من يقترب منهم وإذا بقوة من جنود إبراهيم باشا تفتش المنطقة بحثاً عنهم وفي هذه اللحظات كانت المجاهدة(مرة قصوعه)مع ولدها الوحيد وعمره ثلاث سنوات وكان ولدها مريض وجائع فأخذ يبكي وأمه تحاول إرضائه بكل ما يطلب ليكف عن البكاء فجاء إليه أحد المقاتلين القائمين على الحراسة وقال لها(سكتي إبنك يابنت الأكارم لأن عساكر إبراهيم باشا عَ بيدوروا علينا)فقالت له مره (عود لَ متراسك و اتكل على الله)واستمر الطفل بالبكاء ولم تفلح محاولات امه في إرضائه فعاد المقاتل من جديد الى الوالدة وقال لها (سكتي أبنك يا حرمي صوت أبنك بدو يدل العسكر علينا وساعتها بتعرفي شو بدو يصير فيك ِوالبلحريم ألي معك ) فقالت له ( عود لِ متراسك واتكل على الله لابد ما لاقي طريقة وسكت فيها ها لطفل )وعندما لم تفلح محاولات الأم بإسكات ولدها وضعت عليه اللحاف وجلست فوقه حتى مات الطفل اختناقاً........................... وصل العسكر على بعد 500 متر عن الكهف واستراحوا قليلاً ثم تابعوا سيرهم دون أن يهتدوا على الكهف وبعد أن زال الخطر أخذت الأم تبكي أبنها بحرقة وقد فوجئ الجميع بأن والدة الطفل الباكي قد أسكتت أبنها الى الأبد فبكى الجميع لبكائها وقالت أحداهن (كيف بتضحي أبنك الوحيد يامره) فأجابتها(إبني مش أغلى من الشباب اللي عم يستشهدوا بالمعارك من شانا ، يموت أبني ألف موتي ولا تنصاب وحدي منكم بشوكي ) فتصوروا يا أعزائي هذه التضحية التي لم يعرف التاريخ لها مثيل (وقد وردت بكتاب طفولتي للأستاذ سلامة عبيد كقصة قصيرة بعنوان سكتي أبنك ياحرمي ) ولم يذكر أسم المعركة ولا أسم المجاهدة ولكن حسب توثيق( الأستاذ زيد النجم )الذي يعود له مرجع هذه القصة أن هذه المناظلة هي مرة قصوعة من وقم زوجة المجاهد حمود نوفل من عمرة