سخيفاً غامضاً أو شراً فذلك لأننا ليست لدينا سوى معرفة قليلة بالأشياء وإننا
جاهلون بنظام الطبيعة وتماسكها ككل واحد ولأننا نريد أن تجري الأشياء وفقاً
لتفكيرنا وآرائنا مع إن ما يعتبره عقلنا سيئاً أو شراً ليس شراً أو سيئاً بالنسبة
إلى نظام الطبيعة وقوانينها الشاملة الكلية بل بالنسبة إلى طبيعتنا الخاصة .
- العقل يوصل الإنسان إلى حالة من الحرية
تجعله سيداً لاعبداً ومختاراً لا مجبراً وتجعله بالتالي إنساناً يتمتع بصفات
الإنسانية الأصيلة التي تميزه عن غيره من الموجودات وتجعله أهلاً لإدراك غايته
ووعي طبيعته وحقيقته .
- إن النعيم الدنيوي الذي يختبره الإنسان لا
يُعد ترقياً للروح في سلم التحقق والعرفان ،كذلك ما يصيبه الإنسان من سوء العيش لا
يُعد تديناً للروح فالترقي الروحي إن هو إلا نتيجة علم وحق وعمل قائم على هذا
العلم ونتيجة جهد معرفي يتوخى التحرر من الأنا والتوجه إلى الوحدة الكلية .