غرق المخطوطة الأصلية لرباعيات الخيام مع سفينة " تايتانيك "
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
ربما يجهل الكثيرون ومنهم الإيرانيون أنفسهم أن النسخة المخطوطة الأصلية من كتاب " رباعيات الخيام " كان مصيرها الغرق مع ما غرق ومن غرق في سفينة " تايتانيك "
المعروفة في أعماق المحيط الأطلسي لتندثر وتزول من الوجود، شأنها في ذلك
شأن الكثير من الوثائق والمستندات التي توثق وتؤرخ لتاريخ وثقافة وحضارة
إيران والإيرانيين. وقد واجه هذا الكتاب الذي كان يسمى " عمر أعظم " مصيراً مؤلماً ومحزناً للغاية.
هناك ثلاث روايات حول غرق المخطوطة. تشير الرواية الأولى منها إلى أن الكتاب كان بحوزة أحد أمراء العهد القاجاري
أخذه معه الى أميركا بغرض بيعه هناك. لكن الأمير كان على متن الباخرة "
تايتانيك " التي تعرضت للحادث الذي غرقت بسببه في المحيط الأطلسي وغرق
معها من غرق من الركاب الذين كانوا على متنها ومنهم الأمير القاجاري ومعه
المخطوطة إلى أعماق المحيط. وبذلك أضيفت صفحة أخرى الى الصفحات المحزنة من
كتاب تهريب وتبديد الآثار والثروات الثقافية والتراثية الإيرانية مع
إندثار وإختفاء هذا الأثر البالغ الأهمية والقيمة.
أما الرواية الثانية فهي لا تختلف كثيراً عن سابقتها. وتقول هذه الرواية إن المدعو " بنيامين عمر بوساج " علم بأن مخطوطة رباعيات الخيام المسماة " عمر أعظم
" بحوزة أحد الأمراء الإيرانيين، فشد الرحال الى إيران وحاول إغراء الأمير
الذي كان يفتقد لأي شعور وطني ببيع المخطوطة.. وفعلاً نجح في ذلك واشتراها منه. وعندما كان في طريق العودة الى أميركا على متن الباخرة " تايتانيك " غرق وغرقت معه المخطوطة في أعماق المحيط.
في حين تقول الرواية الثالثة إن صحفياً بريطانياً يدعى " فرانسيس ستكلايف تلاش "
كان قد اشترى هذه المخطوطة لكي يجلدها ويبيعها. وبعد تجليدها وتزيينها فضل
السفر الى أميركا ليبيعها هناك بسبب الأزمة الحادة التي كانت تعصف
بالإقتصاد البريطاني عام 1912. وفعلاً سافر الى إنجلترا وباعها إلى شخص
كان قد قرر السفر على متن تايتانيك، فغرق هذا الشخص في مياه المحيط وغرق
الكتاب معه.
ويقال إن شخصاً آخراً يدعى " ستانلي " وهو إبن أخ الصحفي البريطاني قام بإعداد نسخة جديدة
من " رباعيات الخيام " مستخدماً في ذلك بقايا من الكتاب الأصلي وصوراً كان
يحتفظ بها منه. وطبعاً لم تكن هذه النسخة تضاهي المخطوطة الأصلية التي
غرقت مع " تايتانيك " من حيث قيمتها وأهميتها التاريخية والتي قيل إنها
كانت بخط يد " عمر الخيام " نفسه. لكن هذه النسخة لم تسلم هي الأخرى من غدر الأيام فاختفت واندثرت خلال الحرب العالمية الثانية. ومع ذلك لم يصب " ستانلي " باليأس إنما أعاد الكرة ثانية وقام بإعداد نسخة ثالثة من الكتاب مستنداً في ذلك على التصاميم والصور التي كانت بحوزته من النسختين الأصلية والثانية. وقد وصلت هذه النسخة الأخيرة إلى زوجته ومن ثم إلى ورثته الذين أهدوها للمتحف البريطاني قبل أعوام. والكتاب الذي يُحتفظ به حالياً في المتحف البريطاني مرصع بألف جوهرة وآلاف الأحجار الكريمة الملونة الغالية الثمن، وصفحاته مصنوعة من أوراق من الذهب تبلغ مساحتها بضعة أمتار مربعة.
بادر الكثيرون من عشاق العالم والشاعرالحكيم الإيراني الكبير " عمر الخيام
" إلى كتابة هذه القصة المحزنة والمؤلمة لمخطوطة " رباعيات الخيام " بحزن
وألم وأسى كبير. وإذا ما قارنا بين
غرق الباخرة " تايتانيك " العظيمة وغرق مخطوطة " رباعيات الخيام " فكأننا
نقارن بين غرق ماسة صغيرة ومنجم بكر للماس.