تابع صاحبنا بحثه عن عروسٍ أخرى بحسب القائمة التي زوده بها أهله باحثاً عن جمالٍ يسحر الألباب. دون أدنى مراجعة لما يملك هو من صفات.
و بالعودة لتلك المسكينة المكسورة الخاطر و المطعونة بإنسانيتها فقد تنهدت كثيراً حين علمت بعدم كفاءتها من حيث المظهر لكي تكون شريكة لشيخ الشباب.أشد ما ألمني عندها هي خسارتها لثقتها بنفسها و تراجع قيمة الإنسان بداخلها. فقد تحولت " هند " لمجرد فتاة لا تبحث عن شيء لذاتها الداخلية ، بل تحولت هند من بنت تبني ذاتها و تقضي جل وقتها باحثة عن كل ما يخدم أسرتها لفتاة تطارد أخر أخبار عمليات التجميل.
هند زرعت بداخلها نبتة الحقد الدفين لمعشر الرجال بحيث تسرطنت عندها فكرة الانتقام حين تسمح الفرصة. أجل أصبحت هكذا بعد تلك الإهانة المريرة التي تلقت وصورتها التي تشوّه شيئاً ما فيها حتى بنظر أسرتها فهي باتت بالنسبة لهم مشروع عانس و هم طويل الأجل. بل أكاد أن أجزم لكم بأن ( هند ) أصبحت مجرمة مع وقف التنفيذ .
ما حدث هنا مع " هند " له أسبابه و ظروفه و أرضيته الاجتماعية و الفكرية و الدينية التي كانت تحيط بها و التي فعلت ما فعلت بهند. قد يخطر في بالنا أن نقول " عادي ....و كل شيء قسمة و نصيب " ولكن هذا هو النصيب الذي رسمنا خطوطه نحن بأيدينا و هذه هي النتيجة التي لم نكن نريد و لكننا أوجدنا لها كل الأسباب.
و أنا أمتنع عن ذكر هذه الأسباب لأني حقدت على نفسي حين تصورت أن يحدث مع ابنتي الغالية ما حدث مع هند. و ربما لأني أجبن من أن أدافع عن قناعاتي ورأيي بعلاقات اجتماعية كريهة . بل ربما لأن الأمر سيكلفني فيما بعد التخلي عن سطوتي الموروثة على المرأة من حولي.
ولكني يا هند لن أسمح لابني يوماً بأن يجعل من هند أخرى ضحية أخرى و ثقي يا هند بأني أبكي معك ظلم كل من حولك لك.
و لكن أيا هندأً مهلاً " أنت أوعى من أن تنجرّي خلف حقدك المبرر و تنسي إنسانيك .....أرجوك تصّبري و اصبري على ألمك ....... ومن يدري000 فربما بل أكيد أنه لم يكن يستحقك . ( هنا أنا أكذب قليلا )"
فيصــل تركي خليفه