ولد سلطان الاطرش في اذار عام 1888 في بلدته القريا من والدين ينتميان الى آل الاطرش شيوخ عشيرة بني معروف و هم من المعنيين التنوخيين .
و سلطان بن ذوقان بن مصطفى بن اسماعيل بن محمد بن اسماعيل الاول مؤسس العائلة و امه شيخة بنت منصور بن اسماعيل الثاني
لقد كان ذوقان الاطرش ذو سمعة كبيرة في ميادين القتال و خاصة ضد الاتراك و هو من الذين اعدمهم الوالي التركي سامي باشا الفاروقي نتيجة ثورتهم على الدولة العثمانية بعد ان قبض عليهم بالخدعة و ذللك في اذار عام 1911 . في ظل اجواء عدم الاستقرار و الفرار و الملاحقة كبر سلطان و نشأ و تم اخذه الى الجندية الاجبارية في الجيش التركي .
عندما عاد سلطان من الجندية وجد عمه فايز الاطرش و كان الشيخ بعد ذوقان قد توفي و هنا وقعت مسؤولية كبيرة على سلطان بتسلم الشيخة و ادارة امور بلده و كانت امور كثيرة بانتظاره منها حملات الاتراك المنظمة على الجبل بهدف إخضاع العشيرة العاصية لامر الدولة و منها المنازعات مع الجيران من بدو و حضر في ظل غياب سلطة مركزية , الا انه كان كفؤا لهذه الامور كلها و من صغر سنه اتصف برجاحة العقل و الاتزان في اتخاذ القرارات فبدا نجمه يسطع في العشيرة بالرغم من انه ليس من الاقطاب الرئيسين في آل الاطرش ليصبح في ما بعد عقيد خيل العشيرة.
كان دائما يدور في راس سلطان هاجس الثار لوالده من الاتراك و كان دائما يتابع اخبار السياسة و ما يدور في كواليسها و مع بداية عصر النهضة العربية و قيام الجمعيات المناوئة للعثمانيين بدات حركة نشيطة في الجبل للانضمام الى هذه الجمعيات و قد قام كثير من الشيوخ و الوجهاء بالانضمام اليها و العمل لاجلها.
مع بدء الشريف حسين التهيئة للثورة و قيام ابنه الامير فيصل بالاشراف على القبائل لتشكيل الجيوش علم سلطان بذلك و اراد الانضمام للجيش العربي و فعلا قام بالاتصال بالامير فيصل عن طريق نسيب البكري , و مع حلول ربيع عام 1917 جهر سلطان بتأيده للثورة و جعل القريا مقرا لها خاصة بعد ان ارسل له الامير فيصل علم الثورة , و قام سلطان باشا بتشكيل حملة من محاربي العشيرة مؤلفة من ثلاثة آلاف هجان و سيرها الى الحجاز و على راسها كل من اسد الاطرش و حمد البربور و عبدالله العبدالله و معذى المغوش . و هيأ جيشه المرابط في الجبل الى ان جائه العلم من الامير فيصل يرسالة كتب فيها ( اخي سلطان , الملقى درعا غدا ) فبدا الاستنفار .
في اليوم التي اجتمع المحاربين امام بيت سلطان و بدا المسير لملاقاة الجيش العربي , فبداوا بالهجوم على قلعة بصرى الشام و تابعوا باتجاه دمشق بعد ان علموا بسقوط درعا بيد العرب و في الطريق التقوا بجيش عنزة بقيادة نوري الشعلان و بالحويطات بقيادة عودة ابو تايه و بدو الشمال بني صخر و الخرشان بقيادة مثقال الفايز و حديثة الخريشا الى ان تم فتح دمشق و كانت بيارق بني معروف اول من دخلها و رفعوا العلم العربي فيها , و هنا بدا معذى المغوش بالحداء :
وسعوا المرجة ترى المرجة لنا
وسعوا المرجة لتلعب خيلنا
بعد تسلم الامير فيصل سوريا و تعينه ملكا عليها , عرض على سلطان وزارة الدفاع الا انه رفض لزهده بالمناصب السياسة و عاد الى بلده . الا ان عمر المملكة السورية لم يطل بدخول الفرنسيين و خروج الملك فيصل من دمشق و عندما علم سلطان باشا بذلك ارسل وفد مؤلف من صياح الاطرش و حمد البربور و عبدلله العبدلله و معذى المغوش لملاقاة الملك و اقناعه ببدا الثورة من الجبل و عدم الخضوع للفرنسيين الا انه كان قد غادر البلاد من حيفا الى جنيف.
بعد دخول الفرنسيين و توطد الحكم لهم بدؤوا بظلم الاهالي و هذا ما حرك مشاعر الغضب في سلطان الى ان جاء يوم من عام 1922 كان فيه سلطان في زيارة عند حمد البربور في ام الرمان فاخبروه بان شخص اسمه ادهم خنجر يريد الدخول في بيته الا ان الفرنسيين اعتقلوه قبل ان يصل الى بيت سلطان و من فوره سلطان رجع الى القريا ليجد بان دخيله قد رحل الى المدينة السويداء و اودع سجن القلعة فاوفد اخوه علي لمقابلة المشتشار الفرنسي الذي رفض عادة اجارة الدخيل و لم يرضى باخراج ادهم من السجن و هنا قام سلطان بجمع المحاربين و ارسل المفزع الى القرى المجاورة وفعلا اجتمعت البيارق جنوب السويداء مع فرسان عشيرة السردية بقيادة خلف الكليب السردي.
و بينما هم يتشاورون حول ما سيفعلون سمعوا باطلاق رصاص و عندما اسرعوا ليروا ما حدث كان مصطفى الاطرش و خيالته و خلف الكليب قد اشتبكوا بمعركة مع سرية فرنسية و ثلاث مدرعات قتل على اثرها ثلاث جنود و ضابط فرنسي يدعى بوكسان احرقت مدرعتين اما الثالثة ففرت و على اثر هذه الاحداث قامت الطائرات الفرنسية بقصف منزل سلطان و تدميره و التجا سلطان الى امارة الاردن الى ان صدر العفو عنه بعد عشرة أشهر.
بعد هذه الحوادث تجلت شخصية سلطان القيادية و ظهرت حكمته في القيادة و قوته في الحرب و عناده في اخذ الحق و استمرت حياته طبيعية الى ان جاء يوم تسلم المشتسار كاربيه حكم الجبل بعد وفاة الامير سليم الاطرش حيث بدا باستخدام سياسة ظالمة و فرض ضرائب كبيرة على الشعب و هنا بدا سلطان مشاوراته مع الوطنين في سوريا و شيوخ القبائل و قام اجتماع في الجبل عام 1925 اعلن فيه عن وجوب قيام الثورة على ان يكون القائد العام لها سلطان باشا الاطرش و بدا سلطان جولة في المنطقة الجنوبية من الجبل لتجهيز الجيش.
و فعلا كان تجاوب المحاربين معه كبيرا بدا الانتقال من بلد الى اخر و كل بلد تشد بيرقها و تعلن الثورة الا ان الفرنسين علموا بذلك التحرك و ارسلوا سرية ذهبت لتلاقي المحاربين فحدثت معركة سريعة كان نتيجتها ان قتل كل افراد الحملة ما عدا ثلاثة تركوا ليعودا الى الفرنسيين و يخبروا بما جرى و استشهد في هذه المعركة البطل مصطفى الاطرش اخو سلطان , و توالت المعارك و كان اكبرها على الاطلاق ملحمة السلاح الابيض ( معركة المزرعة ) التي قتل فيها الفان من العسكر الفرنسي و ظلت الثورة قائمة الى عام 1928 حيث لم يستطيعوا اكمالها نظرا الى انهم كانوا يمولون الثورة من جيوبهم و لا شيء غير ذلك كما قامت السلطات الفرنسية بتعذيب السكان في حال تعاونوا مع الثوار فقرر سلطان الرحيل بمن معه من رجال الى ان يعود الاستقلال من خلال اتفاقية عصبة الامم بخصوص الانتداب و رحل الى وادي السرحان في الجوف حيث طلب الإذن من الملك عبد العزيز بن سعود بالنزول في دياره و سمح له و في وادي السرحان ذاقوا مرارة العيش في ظل جو الصحراء القاسي و المؤامرات التي كانت تحاك ضدهم عند ابن سعود مرة انهم يريدون التعاون مع ابن الرشيد و مرة مع الامير عبدالله الهاشمي و قد اوفد الى الملك اخوه علي و الوجيه علي عبيد و الحمد لله ادرك الملك الحقيقة و اقاموا بسلام مدة اثنتي عشر عاما و رفضوا العودة الا بعد ان اصدرت فرنسا عفوا عاما عنهم و التزمت بشروط الاتفاقية و اعلنت استقلال سوريا بعد مفاوضات مع اعيان العشيرة بقيادة عبد الغفار باشا الاطرش , و يعود سلطان الى دياره ليستقبل استقبال الابطال و تعم الافراح كل البلاد و لتحصل البلاد على استقلالها و تشكل حكومة وطنية يكون فيها وزير الدفاع الامير حسن الاطرش .
لقد كان سلطان رمز الثورة و الحرب كما انه اصبح من زعماء سوريا الذين يجب اخذ رايهم في كبائر الامور و كان كل رئيس ياتي الى الحكم في سوريا يجب ان يحصل على تأيد سلطان , بعد استقلال سوريا الرسمي عام 1947 قامت سلسلة من الانقلابات العسكرية التي قادت في النهاية العقيد اديب الشيشكلي الى الحكم عام 1954 ,لكنه منذ بداية حكمه اظهر اسلوبه الديكتاتوري في الحكم مما لم يعجب سلطان الذي ابدى امتعاضه منه .هنا بدات ردود الفعل من الدكتاتور الذي حاول ان يعتقل سلطان و رموز العشيرة و قام بتوجيه الجيش الى الجبل و حصلت معركتي ( نمرة و الكفر) لكن الجيش لم يستطع القبض على سلطان الذي ذهب الى المك الاردني الحسين بن طلال الذي استضافه الى ان اقصي الديكتاتور عن الحكم و عاد سلطان الى الوطن معززا مكرما .
في زمن الوحدة بين سورية و مصر حدثت اخطاء كثيرة كان دائما سلطان بيدي رايه فيها و توجيهاته الى المسؤولين و قام الرئيس جمال عبد الناصر بزيارة له كانت تاريخية.
لقد عاش سلطان حياته بالنضال و الجهاد في سبيل عشيرته و وطنه كان خلاله رمزا للرجولة و الحنكة وعدم الخوف من طلب الحق ليصبح رمزا من رموز النضال الوطني و قائدا تاريخيا في عشيرته فلا تخلو مضافة من مضافات العشيرة من احدى صوره ليبقى قدوة للأجيال .سلطان باشا الاطرش ( اخو سمية )توفي عام 1982 و كان الحضور هائلا في ماتمه اذ قدرت اعداد الحشود بستمائة الف انسان من رجال و نساء و اطفال له الرحمة و انا لله و انا اليه لراجعون .
يا الله و يللي حاجز موج البحر ........... يا معتلي لنك دعانا تسمعي
تجعل سعدنا عاليا فوق البشر ............ قيدومنا يشبه شبيب التبعي
لصار حنا نجوم و سلطان القمر....... اربطعش نيسان و يومن يطلعي
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
سلطان باشا أيام الشباب
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
سلطان باشا عام 1956
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
[url=http://www.albdoo.info/up/2009/21250/31254593423.jpg[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط][/url]]
منقوووول