ما هو لاسلكي الدرزي الذي أذهل قادة الجيش الفرنسي
عندما قررت فرنسا أن تحاول مرة أخرى احتلال السويداء من الثوار كٌلف الجنرال أند ريا بقيادة حملة ضخمة جداً
20 نيسان 1926
وقد كان الجنرال أند ريا قد شارك الجنرال غاملان
في حملته السابقة لمحاولة احتلال السويداء
وقد تألفت الحملة حسب ما ذكر الجنرال أند ريا في كتابه
{op:cit.p 100 ffr }
كما جاء أيضا في الكتاب الذهبي لجيوش الشرق
تآزرت حملتان على استرجاع السويداء احدهما ؛ وهي الأضخم ؛بقيادة الجنرال أند ريا الذي انيطت به أدارة مجمل الحركات ؛ فقد انطلقت من ازرع بطريق خربة غزالة ؛المسيفرة ؛ ام ولد ؛ الاصلحه ؛ تل الحديد؛
و التجريدة الثانية
المسماة بالسريعة ؛ زحفت من بصرى بقيادة الكو لنيل بيشو ديلكو ؛ صوب السويداء
مارة بقرية عرى وكان على الجيشين أن يلتقيا بالهدف نفسه بالسويداء
وقد اشتمل جيش أند رياعلى ستة :ألوية وسرية دبابات وثلاث كوكبات و مفرزة رشاشات
تابعة لفيلق الصباحين المراكشين الحادي والعشرين والكوكبة الأجنبية ومفرزتين من السيارات الرشاشة وبطاريتن مدفعية عيار 75 مم وكتيبة فنية.
واشتمل جيش بيشو ديلكو على خمسة الويه وكوكبتين ومفرزة رشاشة وبطاريتين مدفعية عيار 65 مم وسرية فنية
ونقرأ لجنرال أندريا نفسه في الكتاب أنف الذكر بأن الحملة مزودة بسيارتين لإسعاف ومائة سيارة تحمل ذخيرة ومؤن ومعدات حربية وسريبن طائرات مركزهما بلدة ازرع
ان مجموع جنود الحملة قد بلغ اكثر من عشرين الف وعدد الحيوانات بلغ ثلاثة الاف وإنها تجمعت في ازرع وبصرى
في 19 نيسان 1926 ولتنطلق التجريدة الكبرى من ازرع في 22 منه والثانية من بصرى في 24 منه ليلتقيا
الجيشان في ضواحي السويداء وتدخلاها في 25 منه
ويصف الجنرال أند ريا في كتابه المذكور تقدم حملته بإ تجاه مدينة السوداء وبعض ماكانت تواجهه من مقاومة المجاهدين فيقول ما خلاصته: وصلنا زحفنا يوم 24 نيسان إلى تل الحديد حيث أقمنا مخيمنا في المكان نفسه الذي خيم فيه الجنرال غاملان في العام الفائت . ولم نشاهد أي درزي خلال مسيرتنا في اليومين السابقين سوى أننا رأينا
نارًا مستعرة على قمة تل قليب وهي بمثابة لاسلكي عندهم يستنفرون بها اخوانهم بالعقيدة كلما قاموا بثورة حيث كانوا في حال أي حرب يخوضونها يشعلون النار على القمم العاليه فيجبهم أخوانهم دروز إقليم البلان باشعال النار على قمم جبل الشيخ ويقوموا أيضا أخوانهم دروز اللبنان بإشعال النار على قمم جبل نيحا
والرد بإشعال النار هو يعني أن الخيالة قد انطلقوا باتجاهكم وما هي إلا ساعات قلية جدا ويصلوكم ولمشات يصلوا متأخرين بعض الوقت عن لخياله بسب وعورة الطريق وبعد المسافة .
وكما قال أند ريا كانوا عندما يرون النار مشتعلة يهبوا إلى السلاح ولا يتقاعس احدهم عند رؤية النار من بعيد عن تلبية نداء الواجب
كنا نرى الاف المحاربين يزحفون من كل حدب وصوب بإ تجاه السويداء وترفرف
فوقهم رايات الحرب وكنت أشاهد مجموعات منهم تحفر الخنادق وتقيم المتاريس في عرض الطريق التي سنسلكها في الغد
وفي صبيحة يوم 25 نيسان غطى الضباب الأفق وأخفى مدينة السويداء التي كنا نراها بوضوح يوم أمس
تحرك الجيش من مخيمه الساعة306: صباحا وبدأنا نسمع في الساعة السابعة ونصف أصوات العيارات النارية التي كانت تطلق على قواتنا الإستطلاعية ثم أخذت مقاومة الدروز تزداد كلما تقدمنا نحوهم
حتى انقشع الضباب وارتفعت الشمس وبدأنا نراهم بوضوح من جديد وبدأت المعركة بإطلاق رصاصهم الصائب
على جنودنا من وراء متاريسهم الصخرية
.
وتحت عنوان الدروز في خطوطنا يقول مائتا درزي حطموا جناحنا الأيمن وتغلغلوا في وسطنا أمرنا المدفعية بوقف الضرب على هذه الجبهة والاقتصار على سلاح الرشاشات كما أمرنا الدبابات بالتقدم نحوهم
والسبب في ذالك أن قائد السرية ومن معه من صف الضباط قد قتلوا ولم يبقى لهذه السرية قيادة نضراً لمهارة الدروز في الرماية
وتعقبها الدروز وبيدهم الخناجر والسيوف ثم تقدمت كتيبة الخيالة وترجل فرسانها وبدؤوا يحاربون كالمشاة فصق قائدها أيضاً
في ميدان المعركة قتيلاً
فتقدمت الدبابات وأخذت المدافع الرشاشة تضايق الثوار فانسحبوا الى متاريسهم الصخرية ولكن بعضهم ضل منبطحاً على الأرض يطلق علينا النار فمشت الدبابات على اجسادهم وسحقتهم
ويشير الجنرال اندريا الى الخسائر الفادحة التي تكبدها جيشه في الصفحة 106 من كتابه المذكور سابقا
كانت خسائرنا مع الأسف كبيرة جداً وهذه نتيجة مؤلمة تؤكد عنف المعركة وتلاحم الخصمين فيها
إنها فدية لنصر الذي حققناه بعناء تستوجب التقدير
ونضراً لاتساع ساحة المعركة التي كانت جبهتها ممتدة بثمان كيلو مترات وللصفات الحربية التي يتمتع بها خصمنا إن خسائر الدروز كانت فادحة أيضاً
فقد أذاع زعماء ثورتهم أنهم وضعوا ستة الاف محارب في ميدان القتال والمعلومات التي حصلت عليها مخابراتنا تفيد أن مجموع خسائرهم قد بلغ في هذه المعركة خمس مائة بين قتيل وجريح
وبالنسبة الى عدد جنود هذه لحمله الغاشمة قال المرحوم سلطان الاطرش في مذكراته عن معركة السويداء الثاني أن كان عدد الحملة اكثر من عشرون الف ويقول عرفنا عددهم من مصادر موثقه أوردت لنا أخبار الحملة
ولكم تحياتي اخوكم عثمان صعب