ملتهبون حماساً،
أباة، كرماء نفوس،
شجعانٌ أقوياء،
يعشقون الحرية والإستقلال.
أولئك هم المحاربون بني معروف
الذين يقطنون الجبال الشامخة والراسخة
في وجه العواصف والأعاصير.
دماؤهم النقية تشهد لأصولهم النبيلة.
وشجاعتهم الشبيهة بجرأة السباع وإقدام الأسود
تؤكد عراقتهم وأصالة منبتهم.
وفي حين يركع الآخرون من حولهم ذلاً واستخذاءً
أمام الحديد والفولاذ المسقى
هم وحدهم دون سواهم يجعلون الطغاة المستبدين
يرتجفون هلعاً في عتمة الليالي
ويرتعدون رعباً من الحراب المدببة والرماح الجبلية.
أجل أيها الزعماء الشجعان البواسل،
فما دامت سيوفكم المحنية تلمع
يا حماة الديار..
يا من لا يثني الزهو والخيلاء عزمكم،
ألا هبوا للدفاع عن الحقوق...
وحتى لو توقفت الرياح العاصفة عن الإستجابة لإرادتكم
وأحجمت عن الهبوب على صدر صواريكم البيضاء..
وحتى لو بارت تجارتكم
ولم تـُقبل عليكم الدنيا بكنوزها
يبقى مع ذلك نصيبكم وافراً
من القناعة والرضى بما لديكم
حيث العمل الشريف الدؤوب يفضي إلى الراحة والطمأنينة.
ومواسمكم الناضجة لا تمتد إليها يد اللصوص.
وحيث كرومكم فياضة بخيراتها الوفيرة.
وأبناؤكم أيضاً تواقون للقيام بأنبل الأفعال
التي تميّز الرجال الأشداء...
عندما تهجر الشمس سهول سورية
وتغوص وراء الأفق الوردي المتاخم للبحر
تخلـّف وراءها أشعة ذات ألق
وتكلل بالنور جبين الجبال..
وهكذا أيضاً يشرق نور عزكم وعزمكم
وسط الأجواء المكفهرة
مثلما يتألق السراج المنير في قبو مظلم.
حقاً أن النفوس التي تهزأ بقيود الطغاة هي قليلة العدد
وقلائل هم الذين لا يرضون عن الحرية بديلا..
وأولئك هم بني معـــــــروف .