شاهد عيان فلسطيني من قلب مدينة حمص
والله على ما اقول شهيد
انا فلسطيني مقيم في سوريا...
ولدت ونشأت وترعرت في ربوعها
وتلقيت تعليمي في مدارسها وجامعاتها
وتربيت على ايدي اساتذتها ومربيها ...
تعالجت في مشافيها وتنقلت في مدنها ..
لعبت في شوارعها وملاعبها.. وتآخيت مع ابنائها ...فمنهم البرجوازي الغني ومنهم القروي الفقير.. وجميعنا شاغبنا ببراءة الطفولة واعلنا ثورة مراهقاتنا في حدائقها وساحاتها و شوارعها وازقتها
امي سورية ....وجدي و جدتي سوريين ....والفتاة التي احببتها واحبتني واضحت زوجتي واما لولدي الحبيبين سورية... واشهد الله بانني لم احس في يوم من الايام من شعبها الطيب والمسالم أي تمييز او انتقاص بل كل تقدير واحترام و اعتزاز....
لم اشعر في يوم من الايام الا انها وطني ويخجلني ان اقول الثاني ....
اعامل من قبل الدولة كأي مواطن سوري لي ما له من حقوق وعلي ما عليه من واجبات..
ولانني شربت من مائها ونما اللحم على كتفي من خيراتها فانا عاجز عن الصمت (فالصمت في معرض الكلام قبول ضمني) وانا لست شيطانا اخرس..وسوريا وطن يتسع للجميع .. حتى وان ازعج كلامي من له رؤية اخرى .... فالدماء تغلي في عروقي خوفا وغيرة ووفاء لها ولشعبها من نارالشر التي توقد لها ..
***
منذ ان بدات الاحتجاجات في مدينة حمص لاحظت ان الطابع العام للمشاركين فيها هو خليط غير متجانس من مجموعات من مواطنين مساكين لهم مطالب معيشية بحتة وهي مطالب محقة... ومن اطفال ويافعين متسربين من التعليم.. ومن ومجرمين وارباب سوابق -اوعلى وشك- يستقلون دراجات نارية مهربة ووجدوا فيما يحصل فرصة سانحة لتفريغ شحناتهم النفسية المكبوتة في القتل والتكسير والتخريب... لينضم اليهم فيما بعد ويوما بعد يوم مجموعة من الدراويش المتدينين والذين يعبدون من دون الله شخوص علماء دين معينين يستغلونهم لتحقيق مكاسب دنيوية خاصة بناء على وقائع قواعدهم الشعبية الموجودة على الارض والتي تاتمر باوامرهم وتنتهي بنواهيهم وهم الذين دفعوهم دفعا للالتحاق بالاعتصام على اساس ان لهم الاجر والثواب العظيم وبارك الله بكم يا اخوتنا رحم الله شهداءكم وشافى جرحاكم ...!!!
الطابع العام للمتظاهرين هو تدني المستوى الثقافي والاجتماعي وللاسف الاخلاقي لبعض المشاركين بها ورايت في احدى المظاهرات وبام عيني اشخاصا يحملون السيوف والخناجر... وحديثا بدات تظهر اسلحة من مسدسات ورشاشات بايدي البعض من المشاغبين
عدد سكان مدينة حمص يزيد على المليون واكبر مظاهرة هي امس وكانت على شكل اعتصام شعاره اللامعلن هو ديني وبصراحة طائفي بحت لا علاقة له لا من قريب او بعيد بسياسة او اقتصاد او خدمات وهي رغم الحشد لها من خلال دماء الشهداء لم تتجاوز العشرين الفا وحتى لا يخالفني ويشكك في روايتي احد ساقول خمسين الفا مع ان الجزيرة وال bbc والفرانس 24 ورغم عدم نزاهتهم ابدا في نقل الاحداث قدروها في اعظم الارقام بخمسة وعشرين الفا حسنا دعوني لا اقف عند الارقام.... وما هي نسبة الخمسين الفا لمليون شخص يا دعاة الحرية والديموقراطية ؟
للامانة فان قوات الامن والجيش اكتفت بمراقبة الاعتصام ولم تقترب من المعتصمين بعدما تعهدوا لهم بالحفاظ على الامن والنظام العام لكن الذي حصل ان مجموعة من المنظمين اخذت تتفحص في البطاقات الشخصية للمواطنين واذا لاحظت -بذكائها السلفي المشهود له - بان احدهم من طائفة دينية معينة غير التي تشتهي ومن سوى من تعتبرها هي فقط الفرقة الناجية فانها تمنعه من الدخول ما جعل البعض يشعر وكانه في ساحة طالبان وليس ساحة جمال عبد الناصر ويبدو ان احد الشيوخ الاجلاء والذي يستشهد في معظم خطبه باقوال وفتاوى سماحة الشيخ القرضاوي (عجل الله لقاؤه وحسابه) ظن ان رياح التغير هبت فاحب ان يغتنمها ولكن يبدو انها ستحمله هانئا وادعا الى بيته ليتفرغ لمتابعة نشاطاته التجارية خصوصا وان مؤسسة النظام ممثلة في مديرية اوقاف حمص هي التي كانت تتغاضى عن عدم جواز السماح له ولغيره بالقاء خطبة الجمعة لكونهم لا يحملون اي شهادات اكاديمية سوى شهادات التوصية والتزكية من شيخهم المعروف جدا في اوساط المدينة والذي استطاع ان يزاوج بين مهامه كرجل اعمال ناجح جدا وعالم دين رفيع ويبدو ان الخيط بين التجارة والدين ايضا رفيع... وحتى لا نغتاب الرجل فهو ومنذ ايام قد حل رحاله في القارة الاسترالية ومن هناك يستطيع يراقب المعركة من خلال قناة الجزيرة ويحضر خطاب التهنئة بعدما يترك اسم الفائز شاغرا... فان كان فلان فهو الخير وان كان علان فهو البركة ...والجميع يحتاج الى حكمة ودهاء الشيوخ وبساطة الناس...
***
ان غياب المطالب الواضحة جعل المراقب المحايد او حتى المتعاطف يشعر بان هذه المظاهرات هي رغبة في التقليد لا اكثر ولم اجد شخصا ذو مركز اجتماعي او سياسي او ثقافي مميز ينضم لها ويسير في ركابها ....
اعترف بان هناك من يؤيدها من اصدقائي ولكنه يرفض ان ينضم اليها ومن حاورتهم محاولا الاستفهام منهم عن مطالبهم هالني جهلهم بمعظم ما يرددون دون وعي واحد الامثلة هو الشعار الشهير – الغاء قانون الطوارئ – والذي اجابني احدهم بان المقصود هو ان الطوارئ من اسعاف ونجدة واطفاء تتاخر في الحضور عندما تتصل بها ولذلك فلا بد من الغاء هذا القانون !!!
يتندر البعض من الاصدقاء اليوم بان المواطن الحمصي اصبح اذا عطبت حنفية الماء او فرغت اسطوانة الغاز او تشاجرت معه زوجته يبحث عن مظاهرة لينضم اليها (لاحظوا انه دائما هو المفعول به وليس الفاعل لان المواطن الحمصي طيب جدا وانا لا اعتبر نفسي الا واحد منهم)
باختصار : سوريا تدفع ثمن دعمها للمقاومة وهي ستعبر هذه المحنة وستعود اقوى بتنفيذها للاصلاحات الموعودة.
والله على ما اقول شهيد
انا فلسطيني مقيم في سوريا...
ولدت ونشأت وترعرت في ربوعها
وتلقيت تعليمي في مدارسها وجامعاتها
وتربيت على ايدي اساتذتها ومربيها ...
تعالجت في مشافيها وتنقلت في مدنها ..
لعبت في شوارعها وملاعبها.. وتآخيت مع ابنائها ...فمنهم البرجوازي الغني ومنهم القروي الفقير.. وجميعنا شاغبنا ببراءة الطفولة واعلنا ثورة مراهقاتنا في حدائقها وساحاتها و شوارعها وازقتها
امي سورية ....وجدي و جدتي سوريين ....والفتاة التي احببتها واحبتني واضحت زوجتي واما لولدي الحبيبين سورية... واشهد الله بانني لم احس في يوم من الايام من شعبها الطيب والمسالم أي تمييز او انتقاص بل كل تقدير واحترام و اعتزاز....
لم اشعر في يوم من الايام الا انها وطني ويخجلني ان اقول الثاني ....
اعامل من قبل الدولة كأي مواطن سوري لي ما له من حقوق وعلي ما عليه من واجبات..
ولانني شربت من مائها ونما اللحم على كتفي من خيراتها فانا عاجز عن الصمت (فالصمت في معرض الكلام قبول ضمني) وانا لست شيطانا اخرس..وسوريا وطن يتسع للجميع .. حتى وان ازعج كلامي من له رؤية اخرى .... فالدماء تغلي في عروقي خوفا وغيرة ووفاء لها ولشعبها من نارالشر التي توقد لها ..
***
منذ ان بدات الاحتجاجات في مدينة حمص لاحظت ان الطابع العام للمشاركين فيها هو خليط غير متجانس من مجموعات من مواطنين مساكين لهم مطالب معيشية بحتة وهي مطالب محقة... ومن اطفال ويافعين متسربين من التعليم.. ومن ومجرمين وارباب سوابق -اوعلى وشك- يستقلون دراجات نارية مهربة ووجدوا فيما يحصل فرصة سانحة لتفريغ شحناتهم النفسية المكبوتة في القتل والتكسير والتخريب... لينضم اليهم فيما بعد ويوما بعد يوم مجموعة من الدراويش المتدينين والذين يعبدون من دون الله شخوص علماء دين معينين يستغلونهم لتحقيق مكاسب دنيوية خاصة بناء على وقائع قواعدهم الشعبية الموجودة على الارض والتي تاتمر باوامرهم وتنتهي بنواهيهم وهم الذين دفعوهم دفعا للالتحاق بالاعتصام على اساس ان لهم الاجر والثواب العظيم وبارك الله بكم يا اخوتنا رحم الله شهداءكم وشافى جرحاكم ...!!!
الطابع العام للمتظاهرين هو تدني المستوى الثقافي والاجتماعي وللاسف الاخلاقي لبعض المشاركين بها ورايت في احدى المظاهرات وبام عيني اشخاصا يحملون السيوف والخناجر... وحديثا بدات تظهر اسلحة من مسدسات ورشاشات بايدي البعض من المشاغبين
عدد سكان مدينة حمص يزيد على المليون واكبر مظاهرة هي امس وكانت على شكل اعتصام شعاره اللامعلن هو ديني وبصراحة طائفي بحت لا علاقة له لا من قريب او بعيد بسياسة او اقتصاد او خدمات وهي رغم الحشد لها من خلال دماء الشهداء لم تتجاوز العشرين الفا وحتى لا يخالفني ويشكك في روايتي احد ساقول خمسين الفا مع ان الجزيرة وال bbc والفرانس 24 ورغم عدم نزاهتهم ابدا في نقل الاحداث قدروها في اعظم الارقام بخمسة وعشرين الفا حسنا دعوني لا اقف عند الارقام.... وما هي نسبة الخمسين الفا لمليون شخص يا دعاة الحرية والديموقراطية ؟
للامانة فان قوات الامن والجيش اكتفت بمراقبة الاعتصام ولم تقترب من المعتصمين بعدما تعهدوا لهم بالحفاظ على الامن والنظام العام لكن الذي حصل ان مجموعة من المنظمين اخذت تتفحص في البطاقات الشخصية للمواطنين واذا لاحظت -بذكائها السلفي المشهود له - بان احدهم من طائفة دينية معينة غير التي تشتهي ومن سوى من تعتبرها هي فقط الفرقة الناجية فانها تمنعه من الدخول ما جعل البعض يشعر وكانه في ساحة طالبان وليس ساحة جمال عبد الناصر ويبدو ان احد الشيوخ الاجلاء والذي يستشهد في معظم خطبه باقوال وفتاوى سماحة الشيخ القرضاوي (عجل الله لقاؤه وحسابه) ظن ان رياح التغير هبت فاحب ان يغتنمها ولكن يبدو انها ستحمله هانئا وادعا الى بيته ليتفرغ لمتابعة نشاطاته التجارية خصوصا وان مؤسسة النظام ممثلة في مديرية اوقاف حمص هي التي كانت تتغاضى عن عدم جواز السماح له ولغيره بالقاء خطبة الجمعة لكونهم لا يحملون اي شهادات اكاديمية سوى شهادات التوصية والتزكية من شيخهم المعروف جدا في اوساط المدينة والذي استطاع ان يزاوج بين مهامه كرجل اعمال ناجح جدا وعالم دين رفيع ويبدو ان الخيط بين التجارة والدين ايضا رفيع... وحتى لا نغتاب الرجل فهو ومنذ ايام قد حل رحاله في القارة الاسترالية ومن هناك يستطيع يراقب المعركة من خلال قناة الجزيرة ويحضر خطاب التهنئة بعدما يترك اسم الفائز شاغرا... فان كان فلان فهو الخير وان كان علان فهو البركة ...والجميع يحتاج الى حكمة ودهاء الشيوخ وبساطة الناس...
***
ان غياب المطالب الواضحة جعل المراقب المحايد او حتى المتعاطف يشعر بان هذه المظاهرات هي رغبة في التقليد لا اكثر ولم اجد شخصا ذو مركز اجتماعي او سياسي او ثقافي مميز ينضم لها ويسير في ركابها ....
اعترف بان هناك من يؤيدها من اصدقائي ولكنه يرفض ان ينضم اليها ومن حاورتهم محاولا الاستفهام منهم عن مطالبهم هالني جهلهم بمعظم ما يرددون دون وعي واحد الامثلة هو الشعار الشهير – الغاء قانون الطوارئ – والذي اجابني احدهم بان المقصود هو ان الطوارئ من اسعاف ونجدة واطفاء تتاخر في الحضور عندما تتصل بها ولذلك فلا بد من الغاء هذا القانون !!!
يتندر البعض من الاصدقاء اليوم بان المواطن الحمصي اصبح اذا عطبت حنفية الماء او فرغت اسطوانة الغاز او تشاجرت معه زوجته يبحث عن مظاهرة لينضم اليها (لاحظوا انه دائما هو المفعول به وليس الفاعل لان المواطن الحمصي طيب جدا وانا لا اعتبر نفسي الا واحد منهم)
باختصار : سوريا تدفع ثمن دعمها للمقاومة وهي ستعبر هذه المحنة وستعود اقوى بتنفيذها للاصلاحات الموعودة.