إخوتي الكرام بما انه منذ أيام مرت ذكرى معركة (بوزريق) أحببت أن أدرج بين أيديكم هذه المعلومات عن تلك المعركة التي حدثت في أصعب الظروف التي مرت على الثورة في تاريخ 3 كانون ثاني 1927
في حين كانت قيادة الثورة تواجه صعوبات كبيرة في إمداد مواقع الثوار من مقر قيادتها الجديد الذي أخذته بدلا من (الثمدي) الذي أصبح قريباً من معسكرات الجيش بعد
أن استولى العدو على معظم مناطق الجبل نقلوا مقرهم الجديد إلى نبع الحفنة الواقع في قلب منطقة الحرة ، على بعد حوالي 15 كيلو مترا شرقي قرية رشيدي. وأيضاً كانت تواجه القيادة صعوبة في تأمين طريق الأردن لنقل المؤن للثوار الصامدين بمعظم مناطق الجبل على شكل مجموعات متفرقة.
حيث كان علي ذوقان الأطرش يرابط هناك في المقرن الشرقي مع رفاقه الأشاوس , ويقومون بغارات على خطوط العدو ومراكزه العسكرية . لذلك تعرضوا لهجوم كاسح
قامت به قوات فرنسية مؤلف من المشاة والفرسان ، تساندها المدفعية الجبلية والطائرات ، وتسير في مقدمتها خيالة المتطوعة من أبناء الجبل .
فجرت معركة (بوزريق) الشهيرة في 3 كانون الثاني عام 1927 التي بدأت باشتباك عنيف في قرية (تل اللوز) استشهد فيه عدد من المجاهدين .
ثم حاول العدو اقتحام قرية طليلين ، فتصدى له فريق أخر من الثوار ، بقيادة محمود كيوان ، وارتد عنها خاسراً ،وتلا ذلك هجوم معاكس على (تل اللوز) قامت به خيالة علي ذوقان الأطرش ،فرُدّت على أعقابها ، وبم أن الضباب الكثيف الذي كان يغمر المنطقة وقتذاك لم يساعدها على استثمار النصر الذي أحرزته على كوكبات المتطوعة، بالإضافة على ما فوجئت به من كمائن مشاة الفرقة الأجنبية ، ونيران المدفعية المركزة والرشاشات الثقيلة التي صوبت عليها من كل جانب . وأخيراً ، دارت المعركة الفاصلة في (بوزريق) إثر تراجع الثوار إليها ،فاكتسح العدو مواقعهم وحاول أن يسدّ عليهم طريق النجاة ، فدافعوا عن أنفسهم دفاع المستميت وكبدوه خسائر فادحة بالأرواح ،ثم انسحب أكثرهم إلى قرية سالي ، وعادوا إلينا عن طريق وادي (رشيدة) ، يحملوا معهم المصابين بجروح بليغة .
استشهد في هذه المعركة أبو القائد أحمد المغربي ، الذي فرَّ من الجيش الفرنسي وجاهد في صفوف الثوار جهاد الأبطال المؤمنين ، وحامد قرقوط المجاهد الكبير الذي كان من اشد رجال الثورة العربية إخلاصاً لمبادئها ، وأكثرهم اندفاعاً في سبيل تحقيق أهداف الثورة السورية الكبرى.
أما الذين وقعوا في أسر العدو بعد أن احكم عليهم الطوق في قرية (بوزريق ) ، منهم : مرعي وذوقان ومحمد حاطوم ، أسد قرقوط (وكان جريحاً) ، حمد مهنا (ذيبين) محمود درويش ( العفينة) ، سعيد ومحمد وقاسم وفضل الله الجرماني ،حمود الغجري ، وحسين شهيب (صلخد) يوسف ملاعب (عرى ) ، فهد أبو مالك ( عرمان) ، أسعد منذر (القريّا ) جاد الكريم أبو عمار (أمتان ) ،حمد المغربي ، حمد ابو عاصي (أم الرمان) فارس الشعار ، وحمدان حذيفة (الكفر) ، وبهاء الدين الحضوي (السويداء) .
وقد حاول القومندان (تروليه) إعدامهم رمياً بالرصاص ، في بيت فارس أبو مغضب ،فعارضه فريق من المتطوعة ، على رأسهم بهاء الدين الشومري من (صلخد) وشهروا السلاح في وجهه،فأنقذ الموقف الكابتن (ديزيدري)، وأقنع الضابط المذكور بعدم اللجوء إلى مثل ذلك الإجراء الخطير ......!
وفي اليوم التالي ، سيقوا إلى (صلخد) فالسويداء ، ثم نُقلوا إلى دمشق حيث سجنوا نحو ثلاث سنوات ، داخل سرداب مظلم ، في قلعة الحميدية.
ومن أخوكم عثمان صعب إليكم أرق التحيات وهذه اول مشاركة لي بينكم احببت ان تكون عن بطولات اجدادنا ولكم شكري واحترامي