«تعد الشخصيات التاريخية التي قدمت للوطن الكثير عاملاً في توثيق ذاكرة التاريخ تلك الذاكرة التاريخية تعيش قروناً زمنية وتدخل باب الخلود، خاصة أن تم التوثيق ضمن مفهوم علمي وثائقي، يجعل ذاكرتنا الموروثية تعيش حالة من التذكر لأحداث ووقائع تاريخية نستشعر من خلالها معالم التاريخ النضالي لأعلام وطنية سجلوا في صفحاته سطوراً وضاءة، كما كان المجاهد "محمود كيوان" الملقب بـ"أبو فردين"». هذا ما تحدث به الأستاذ "حسن عز الدين" لموقع eSuweda بتاريخ 16/1/2009 وأضاف بالقول: «ما قدمه الاستاذ "نجيب الشريطي" كتقديم لكتاب المجاهد "محمود كيوان" والذي حمل عنوان "رجل وتاريخ من خلال سيرته الذاتية والنضالية في الثورة السورية الكبرى لعام 1925" الذي هو من تأليف ابن المجاهد المذكور الأستاذ "شكيب محمود كيوان" كان تقديماً معبراً وقد اختزل النضال الوطني حينما قال: "الوطن ليس مكاناً نموت فيه بل هو حلم يعيش فينا"».
موقع eSuweda التقى الباحث الاستاذ "نجيب الشريطي" بالحوار التالي:
* ما الدافع لتقديمك كتاب "رجل وتاريخ" للمجاهد "محمود كيوان"؟
** بداية استطيع القول ومن خلال العنوان الكتاب "رجل وتاريخ" إن أي رجل من ثوار الاستقلال الوطني شارك على الأقل بمعركتين من معارك تاريخ الثورة السورية الكبرى بقيادة المغفور له "سلطان باشا الأطرش"، ورفاقه الثوار، لذا فإن الإنسان بلا تاريخ هو إنسان بلا ذاكره، والإنسان بلا رأي وحرية التعبير هو إنسان بلا حقوق.
الأستاذ حسن عز الدين
وهذا الكتاب يشير لمرحلة تاريخية من الاستقلال الوطني كان فيها للمجاهد "محمود كيوان" دوراً بارزاً وفق ما قدمه مؤلف الكتاب الأستاذ "شكيب محمود كيوان" عبر فصوله المختلفة، منوهاً عن هذه المرحلة ومبرزاً شخصية والده التاريخية وسيكولوجيتها، بحيث يوجد تناغم جدلي بين الحاضر والماضي يؤدي إلى نبع فيَاض من الكرامة وسيل هائل من الدفع المعنوي لبنيان المجتمع.
* هل يدخل مضمون الكتاب في رأي الباحث "نجيب الشريطي" في سجل ذاكرة الموروث أم في ذاكرة المواطن؟
** إن تحصين الوطن وذاكرة المواطن يمر عبر الإيمان العميق باستذكار تاريخنا وتكريم أبطالنا ومناضلينا، وأعتبر أن إعادة الأوراق المنسية إلى الذاكرة هي إحياء للنضال الوطني أيام الاستقلال وتوضيح مراحل كفاح رجاله وما قدموه من جهد كتب بالدم والهجرة خارج الوطن لمواصلة الكفاح وطرد المحتلين، والكلمة ليست حيادية في الحديث عن النضال وتبيان الحقائق، وهي رمز للفكرة وتحمل في طياتها فضيلة ذاتيه.
* ما التميز الذي وجدته في كتاب
المجاهد محمود كيوان
"رجل وتاريخ" برأيك؟
** في الحقيقة وبعد أن قرات الكتاب وجدت هزَه وجدانية وطنية تذكرنا برجال الوطن في حرب الاستقلال، أيام الثورة السورية الكبرى، باعتبار أنه لا بد لكل شعب من منارات وطنية تهدي القادمين الجدد إليها، بحيث إذا لم نعرف إلى أي منارة نتجه فكل الرياح غير مواتيه، ولكن لا ضير من التجديف الصحيح باتجاه تلك المنارة الهادية لطريقنا، وان هذا الحراك الوطني بالعودة للماضي والتاريخ المشرف للجهاد، من إبراز للمعالم الوطنية المشرقة في مسار خيارنا التحريري، هوعين الصواب، إذا فلنكتب على صفحاتنا المتألقة ولنحيي رفاة المجاهدين وذكراهم ونكرمهم في كل مناسبة، وقد أعطى المثل الجيد في هذا المضمار الأستاذ "حسن عز الدين" في إشادة النصب التذكاري الرائع لرفاة الشهيد "محمد باشا عز الدين"، ولم ينس أيضا شهداء قريته وقد نقش أسماءهم في صدر هذا النصب، وكل ساهم ويساهم بإحياء الشعور الوطني عند الجميع وينمي الذاكرة الشعبية، ولكي نكون صادقين أيضا في
الاستاذ نجيب الشريطي
تصوير واقعنا أيام ثورة الاستقلال، على الثقافة الحالية أن تساهم بكل امكانياتها في تكريس تكريم أعلام النضال الوطني، وإبراز المنارات التاريخية في أي مناسبة تقتضي ذلك، كي لا ننسى، وقد يكتب أيٌ منا عن حياة والده أو قريته أو أي مجاهد كان قد شارك في حرب الاستقلال الوطني ولكن بهدف إحياء الذاكرة الوطنية.