كان ذراعه أقوى على التعبير من لسانه
ولد المجاهد أسد قرضاب في مدينة السويداء عام 1881 نشأ في أسرة فلاحية تتمتع بالبساطة والطيبة وحب الأرض ، وانعكست هذه البيئة على مسيرة حياة المجاهد أسد قرضاب حيث شارك في العديد من المعارك التي خاضها الثوار ضد المستعمر الفرنسي في الجبل والإقليم والغوطة وراشيا.
بدأ المجاهد قرضاب نضاله ضد الاستعمار العثماني وكان من عداد الثوار الذين سجنوا في تركيا أثناء سفر برلك ، و قد تابع نضاله ضد الاستعمار الفرنسي حيث بدأ بمهاجمة الدوريات أثناء مرورهم أمام محله التجاري الذي كان يمتلكه ثم أصبح هذا المحل مقراً لتأمين الخرطوش والسلاح للمجاهدين ما جعله هدفاً للفرنسيين و عليه اضطر إلى التواري عن الأنظار متجهاً إلى قرية المشنف حيث احتضنته ما يقارب العامين شارك خلالها في كافة المعارك ، أعلنت فرنسا عن مكافأة مالية كبيرة لمن يقتله أو يقودهم إليه وبقي ذلك البطل المحارب الذي يرهب الاستعمار .
من مآثره
في معركة المزرعة وبعد الانتصار الساحق للثوار قام مع أخيه حمود بسحب مدفع فرنسي بأيديهم من موقع المعركة إلى بيته في السويداء حيث تم استخدامه فيما بعد من قبل الثوار في معركة القلعة .
و شارك في معركة المسيفرة دون أن يكون لديه بندقية وكان من جملة الثوار الذين هاجموا المعاقل التي يحتمي خلفها الجنود حيث استطاع الاستيلاء على بندقية وذخيرة أحد جنود الفرنسيين بعد عراك بالأيدي.
يذكر أنه عبرت من جانبه دورية فرنسية تقود أحد المجاهدين فاستنجد به وناداه باسمه ( ونخاه ) فقام بمهاجمتهم بعصاه واحدث فوضى مما مكن الأهالي من فك احتباس المجاهد
و كذلك ذكر أنه كان يحمل بارودته وهي غير محشوة حيث رأى مجموعة فرنسيين يطاردون أحد الأهالي ، فباغتهم مشهراً بندقيته الفارغة وطلب منهم إلقاء السلاح وتمكن من انتزاع خمسة بواريد منهم .
وفي معركة تل الحديد وإيماناً منه بأنه لن يموت إلا إذا حان اجله قام باختراق القوات الفرنسية ووصل إلى رماة رشاش واستطاع قتلهم بعصاه وانتزاع الرشاش والعودة به تحت وابل الرصاص ، و عاد بعد المعركة حاملاً جثة أخيه الشهيد محمود رحمه الله
وبقي المجاهد أسد قرضاب على متمسكا بمبادئه الوطنية إلى أن توفي في العام 1976 .